رفع المستثمرون في أسهم شركة "تسلا" قيمتها السوقية 540 مليار دولار خلال العام الجاري، متجاهلين تقلص هوامش ربحيتها مع خفض أسعار مركباتها لتنشيط المبيعات. إلا أن نتائج الربع الثاني ربما تدفعهم إلى إعادة التفكير بالأمر مرة أخرى.
عندما تعلن شركة صناعة السيارات الكهربائية عن أرباحها اليوم الأربعاء، يتوقع محللو "وول ستريت" أن يبلغ هامش الربح الإجمالي للسيارة حوالي 20%، وفقاً لمتوسط التقديرات التي جمعتها بلومبرغ. سيمثل ذلك انخفاضاً كبيراً من حوالي 28% في الفترة ذاتها من العام الماضي.
ساعدت التخفيضات الكبيرة التي اعتمدتها الشركة في أسعار السيارات على زيادة مبيعات "تسلا"، لكنها أثرت سلباً على الربحية. ومع تداول السهم بمكرر أرباح يعادل 70 مرة، مقارنة بنحو 5.8 مرة لشركة "جنرال موتورز" وحوالي 8 مرات لشركة "فورد موتور"، فإن "تسلا" تواجه عمليات تدقيق جدية لمعرفة ما إذا كان بإمكانها المحافظة على صدارتها لسوق السيارات الكهربائية في وقت تتباطأ فيه المبيعات وتزداد المخزونات.
قالت إيفانا ديليفسكا، كبيرة مسؤولي الاستثمار في "سبير إنفست" (SPEAR Invest) في مقابلة: "إن تحسين هامش الربحية أمر أساسي بالنسبة إلى السهم لمواصلة جذبه للمستثمرين على المدى القريب.. لكن، إن لم تتمكن (تسلا) من تحسين هوامش الربح، فقد يتوقف ارتفاع السهم، خصوصاً أن المستثمرين سيشككون في جدوى استراتيجية خفض الأسعار".
انخفض متوسط تقديرات المحللين لأرباح الشركة خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو، بنسبة 26% منذ منتصف يناير. وتتناقض هذه التوقعات المتراجعة بشكل حاد مع ارتفاع سهم الشركة بنسبة 138% منذ بداية العام، والذي أدى إلى ارتفاع القيمة السوقية لـ(تسلا) إلى ما يقرب من 930 مليار دولار.
رغم أن جزءاً كبيراً من هذا الارتفاع كان مدفوعاً بإقبال المستثمرين على أسهم الشركات التي تتعامل مع الذكاء الاصطناعي، فإن جزءاً آخر منه أيضاً جاء بعدما قالت شركات عديدة مصنّعة للسيارات -شركات كبيرة وأخرى ناشئة- إنها ستتبنى تقنية "تسلا" لشحن المركبات، وهو ما يجعل منها المعيار الرئيسي تقريباً في أسواق أميركا الشمالية. لكن مع ذلك، يرى المحللون -بمن فيهم كولين لانغان من بنك "ويلز فارغو"- أن هناك تأثيراً محدوداً نسبياً لهذا الأمر على أرباح الشركة.
التحوّل قد يكون وشيكاً
علاوة على ذلك، بدأت قوة دفع الأسهم ذات القيم السوقية الكبيرة، مثل "تسلا"، تبدو وكأنها قد بلغت بالفعل ذروتها، ما يشير إلى أن نقطة التحوّل أو تغيير الاتجاه، ربما باتت قريبة. وفي هذا السياق، قالت لوري كالفاسينا، رئيسة استراتيجية الأسهم الأميركية في "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets)، إن "قيادة أسهم شركات التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الكبيرة للسوق، وصلت إلى مستويات الذروة المسجلة سابقاً"، مشيرة إلى أن "هذه القيادة قد تكون على وشك أن تتغيّر".
مع ذلك، قد تشكّل أرباح "تسلا" مجرّد عرض جانبي بالنسبة إلى المستثمرين في حال قدّم الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك لهم تحديثاً لتوقعاته المتفائلة جداً في ما يتعلق بالمنتجات الجديدة وتحديثات المركبات الحالية، والذكاء الاصطناعي. وبالتالي، فإن أي إشارة على أن هوامش الربحية قد تبدأ بالتحسّن من الآن فصاعداً، ربما تمنح السهم دفعة جديدة إلى الأمام.
يتوقع دانييل آيفز، المحلل في "ويدبوش" (Wedbush) أن تعكس نتائج الربع الثاني أدنى مستوى لهوامش الربحية، بينما يرى سيث غولدشتاين من "مورنينغ ستار" أن هذه الهوامش بلغت أدنى مستوى لها هذا العام، لكنها سترتفع مرة أخرى بدعم من انخفاض تكاليف الإنتاج.
قال بريان مولبيري، مدير محفظة العملاء في "زاكس إنفستمنت مانجمنت" (Zacks Investment Management) في مقابلة: "لا أعتقد أن السهم سيتضاعف من مستوياته الحالية، لكنَّ نمواً فعلياً للأرباح مع بيانٍ قوي في ما يخصّ التوقعات المستقبلية، قد يؤدي إلى ارتفاع الأسهم".