ارتفعت الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء بعد صعود أسهم البنوك مدعومة بنتائج أعمال مصرفي "بنك أوف أميركا" و"مورغان ستانلي"، بالإضافة إلى عودة ارتفاع الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
حقق مصرف "بنك أوف أميركا" أرباحاً مدهشة من نشاطه الأساسي في وول ستريت. وأشار مسؤولو بنك "مورغان ستانلي" إلى تحسن توقعاته المستقبلية.
وفي قطاع التكنولوجيا، حددت شركة "مايكروسوفت" سعراً مرتفعاً على منتجات جديدة للذكاء الاصطناعي، مما رفع أداء القطاع.
سجل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" مكاسب بنسبة 0.7%، بينما قللت عوائد سندات الخزانة الأميركية من خسائرها السابقة، لأن بيانات الشركات كانت مصحوبة بأرقام اقتصادية مخيبة للآمال.
الأرقام المتعلقة بالإنتاج الصناعي وتجارة التجزئة جاءت دون تقديرات الاقتصاديين، ويراهن المستثمرون الآن على رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع القادم.
علامات تباطؤ معدل التضخم وتحسن الأوضاع الاقتصادية دفعت المستثمرين إلى العودة إلى المراهنة على مدى الارتفاع الذي ستصل إليه أسعار الفائدة المعيارية بالولايات المتحدة لليلة واحدة.
غير أن توقعات صناع السياسة النقدية ربع السنوية تكشف عن متوسط زيادة لأسعار الفائدة مرتين في هذا العام بواقع ربع نقطة مئوية في كل مرة، بهدف خفض معدل التضخم إلى المستوى الذي يستهدفه الاحتياطي الفيدرالي.
المستهلكون يلجأون للاقتراض
قال جيفري روتش، كبير الاقتصاديين في شركة "إل بي إل فايننشال" (LPL Financial): "إن الصورة الحالية عند المستهلك غائمة نوعاً ما. فيبدو أن فائض المدخرات عزز من نشاط التجزئة في الأشهر الأخيرة، غير أن المستهلكين يستنزفون بسرعة تلك الاحتياطيات الزائدة ويبدأون في اللجوء إلى الائتمان من أجل دعم عادات الإنفاق".
وافقت تعليقاته رأي روبيلا فاروقي، كبيرة الاقتصاديين في شركة "هاي فريكوينسي إيكونوميكس" (High Frequency Economics)، التي قالت إن المستهلكين ما زالوا يواجهون عراقيل بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض وزيادة الأسعار. "ومع ذلك، يبدو أن استمرار قوة سوق العمل، وارتفاع الدخل الحقيقي القابل للإنفاق، والتراجع التدريجي لضغوط الأسعار، تدعم الاستهلاك في الوقت الحالي".
في أوروبا، ارتفعت الأسهم والسندات بعد أن قال كلاس نوت، عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي، إن تشديد السياسة النقدية بعد اجتماع البنك الأسبوع المقبل ليس مضموناً على الإطلاق - مما يشير إلى أن المسؤولين قد يوقفون قريبا حملتهم لرفع أسعار الفائدة.
ارتفع مؤشر "ستوكس يوروب 600" (Stoxx Europe 600) بنسبة 0.6% بينما انخفض العائد على الأوراق المالية الألمانية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس إلى 2.4% ، ملامسا أدنى مستوى له في أسبوعين تقريباً.
قال جيل غيبوت، مدير محفظة في "أكسا إنفستمنت مانجرز" في باريس: "من الواضح أن انحسار التضخم هو الذي يقود كل شيء. المستثمرون يتغذون على الأمل: الأمل في أن تنخفض أسعار الفائدة الأميركية في وقت أقرب والأمل في أن تطلق الصين حزمة تحفيز لتعزيز الاستهلاك".
الورقة الرابحة هي الصين، إذ يؤدي تعثر التعافي الاقتصادي إلى انتشار القلق بين المستثمرين بالنظر إلى الآثار غير المباشرة للتباطؤ في قاطرة نمو الاقتصاد العالمي. وانخفضت الأسهم في البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ يوم الثلاثاء. ومن ناحية أخرى، ارتفع الذهب، وزادت أسعار النفط ولم يشهد الدولار تغييراً يذكر.