استأنفت الأسهم الأميركية صعودها مع موازنة المستثمرين بين المراهنة على اقتراب الاحتياطي الفيدرالي من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة من ناحية، والدلائل التي تشير إلى تباطؤ نمو اقتصاد الصين من الناحية الأخرى.
تقدم مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.4%، وارتفع مؤشر "ناسداك 100"، الذي يعطي وزناً أعلى لأسهم التكنولوجيا، بنسبة 0.8%، معززاً مكاسبه التاريخية التي تحققت في الأسبوع الماضي وسط تفاؤل المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي ربما يستطيع قريباً أن يعلن انتصاره على التضخم.
ارتفع سهم "أكتيفيجن بليزارد" بعد أن عقدت شركة "مايكروسوفت" مباحثات "مثمرة" مع الهيئات الرقابية البريطانية بهدف إتمام صفقة الاستحواذ والتي تبلغ قيمتها 69 مليار دولار.
سهم "فورد موتور" تراجع بعد خفض الشركة لأسعار النسخة الكهربائية من الحافلة "فورد 150".
تذبذبت أسعار الدولار، وهبطت أسعار الأسهم في أوروبا وفي الصين البر الرئيسي بعد أن سجل إجمالي الناتج المحلي في الصين نمواً بوتيرة أبطأ من المتوقع في الربع الثاني من العام، مما أدى إلى زيادة بعض المخاطر التي يرجح أن تضر بالاقتصاد العالمي.
في لقاء مع تلفزيون "بلومبرغ" يوم الإثنين، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين: "إن كثيراً من الدول تعتمد على قوة نمو الاقتصاد الصيني في دفع معدلات النمو في اقتصاداتها، خاصة بلدان آسيا. وتباطؤ نمو الاقتصاد في الصين قد تكون له بعض العواقب السلبية بالنسبة إلى الولايات المتحدة. مازالت سوق العمل قوية في الولايات المتحدة رغم تباطؤ معدل النمو، لذلك لا أتوقع ركوداً في نشاط الاقتصاد".
آمال كاذبة
اعتقد المحللون فترة من الوقت أن المستهلكين في الصين، الذين سيخرجون بعد عمليات الإغلاق المرتبطة بمواجهة فيروس كوفيد، سيستطيعون أن يحملوا الاقتصاد العالمي إلى الانتعاش -رغم ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية والأوروبية. غير أن هذه الرؤية تبدو مهتزة لا تستند إلى أساس قوي.
قالت يلين إنها ترى أن الولايات المتحدة تتحرك في "مسار صحيح" إلى خفض معدل التضخم دون أن تضعف كثيراً سوق العمل.
ارتفعت الأسهم والسندات الأسبوع الماضي بعد أن أظهرت البيانات تباطؤا في معدل التضخم.
قال سكوت لادنر، رئيس شؤون الاستثمار في شركة "هورايزون انفستمنتس" (Horizon Investments): "لقد بلغنا نقطة أصبح فيها التضخم هو المشكلة الثانية، مقارنة مع المشكلة الأولى وهي النمو، وبدأ الناس يشعرون بالارتياح والاطمئنان إلى أن النمو سيكون على ما يرام. في أي وقت ترى فيه الشركات الصغيرة تتفوق في أدائها على الشركات الكبيرة ومؤشر ناسداك، فإن الناس يبدأون في الاستثمار والاتفاق مع وجهة النظر القائلة بأن معدلات النمو في الولايات المتحدة ستكون جيدة".
موسم إعلان الأرباح
نقطة الضغط التالية بالنسبة للأسواق هي الأرباح، حيث ستقوم مئات الشركات بالإعلان خلال الأسابيع القليلة المقبلة عن نتائج أعمالها. من المتوقع أن تسجل شركات "مؤشر ستاندرد آند بورز 500" انخفاضاً بنسبة 9% في أرباح الربع الثاني، مما يجعله أسوأ فصل منذ عام 2020، وفقا للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس". وفي أوروبا، قد يكون الوضع أسوأ، مع توقع تدهور الأرباح بنسبة 12%.
قالت سايرا مالك، رئيسة شؤون الاستثمار في شركة "نوفين" (Nuveen): "يمكن أن يتعثر المتفائلون في شقوق الاقتصاد وأرباح الشركات، وبالنظر إلى أرباح شركات (ستاندرد آند بورز 500) كمقياس، يستمر تعديل تقديرات المحللين بالتخفيض لكل من الربع الثاني من عام 2023 والعام بأكمله".
على صعيد السلع، انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام حيث قام المستثمرون بالموازنة بين البيانات الصينية المخيبة للآمال، واستئناف الإمدادات الليبية، مقابل علامات نقص المعروض في الأسواق.
قفزت العقود الآجلة للقمح بعد أن ألغت روسيا اتفاقاً لتصدير الحبوب، مما يعرض للخطر طريقاً تجارية رئيسية من أوكرانيا. ولم تشهد أسعار الذهب تغييراً يذكر.