من المتوقع إطلاق شركة "ألكوا" (Alcoa) موسم أرباح عالم السلع الأساسية بعد غد الأربعاء، بينما سيتابع مراقبو المناخ عن كثب أي تطورات جديدة فيما يقوم مبعوث الولايات المتحدة جون كيري بزيارته المنتظرة لبكين للقاء نظيره الصيني. تملك القوتان العظميان سجلاً سيئاً على صعيد الانبعاثات. ونستعرض فيما يلي 5 رسوم بيانية رئيسية ينبغي أخذها في الاعتبار مع انطلاق الأسبوع.
المناخ
من المقرر لقاء ممثلي أكبر دولتين ملوثتين للبيئة على مستوى العالم، الولايات المتحدة الأميركية والصين، لعقد محادثات تتعلق بظاهرة الاحتباس الحراري في ظل التوترات المستمرة بينهما. انبعثت أكبر حصة من ثاني أكسيد الكربون حول العالم من الدولة الآسيوية خلال 2021، بحسب بيانات المفوضية الأوروبية، بينما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بفارق كبير نسبته 13% تقريباً.
رغم ذلك، فإن الولايات المتحدة الأميركية تستحوذ بطريقة كبيرة على الحصة الأكبر من الانبعاثات من الناحية التراكمية على مر التاريخ، بعدما اعتمدت على الحرق المتحرر من أي قيود للفحم والنفط والغاز لتعزيز نموها الاقتصادي على مدى عقود.
سيحتاج إحراز أي تقدم ملموس على صعيد مكافحة غازات الاحتباس الحراري الضارة تعاون الدولتين، لا سيما قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في الإمارات العربية المتحدة (كوب28)، الذي ينطلق خلال نوفمبر المقبل، وتلاحقه فعلاً جملة من الهواجس.
المعادن
من المنتظر إعلان شركة "ألكوا كورب" عن أرباحها للربع الثاني من السنة الحالية مع استمرار هبوط أسعار الألمنيوم عالمياً. خسرت أسهم أكبر منتجة للمعادن في الولايات المتحدة الأميركية 24% خلال العام الحالي في ظل ضعف العوامل الأساسية، وحالة من عدم اليقين إزاء النمو الاقتصادي الأميركي ما قوض الطلب القوي على المعدن المستخدم في كافة الأشياء بداية من السيارات وناطحات السحاب وصولاً إلى الأجهزة الاستهلاكية.
كما تراجع استهلاك الألمنيوم جراء التعافي البطيء من قيود احتواء وباء كورونا في الصين، أكبر مستخدم للمعادن حول العالم. سيركز المستثمرون على أحدث توقعات "ألكوا" بشأن شحنات تصدير الألمنيوم، علاوة على أي تعليق ربما يصدر عن الرئيس التنفيذي للشركة، روي هارفي، حول تراكم مخزونات المعدن في كافة أنحاء العالم الآتية من روسيا. حذر هارفي خلال أبريل الماضي من أن المعدن روسيّ المنشأ يهدد بإحداث خلل في السعر المعياري العالمي، إذ يتزايد رفض العملاء لاستلامه في أعقاب اندلاع الصراع المتواصل بين موسكو وأوكرانيا.
الحبوب
يداهم الوقت زعماء العالم لإنقاذ الاتفاق الدولي الذي يسمح بعملية تصدير آمنة للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. تعثر الاتفاق الذي انتهت صلاحيته اليوم الاثنين وجرى تمديده فعلاً 3 مرات من قبل. بدت موانئ البلاد، التي كانت زاخرة بالسفن في الخريف الماضي، فارغة إذ يتوقف تماماً عمل المركز المشترك المنوط به اعتمادها وتتباطأ عمليات التفتيش بطريقة كبيرة. قلص ذلك إجمالي الصادرات خلال الشهور الأخيرة بشكل ملحوظ، بحسب بيانات الأمم المتحدة. أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أواخر الأسبوع الماضي أن روسيا ما تزال في مداولات حول تمديد الاتفاقية، لكن مصالحها لم تؤخذ بعين الاعتبار.
النفط
كانت العقود المستقبلية للنفط الخام في حالة تراجع لأغلب فترات العام الجاري، لكنها بدأت في التعافي في يوليو الحالي. صعد خام غرب تكساس الوسيط 7% تقريباً الشهر الحالي ويقترب من اختراق المتوسط المتحرك لأجل 200 يوم الذي يحظى بمتابعة دقيقة وهي طفرة لم تحدث منذ 11 شهراً تقريباً.
في هذه الأثناء، تجاوزت العقود المستقبلية لخام برنت 80 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي لأول مرة منذ أبريل 2023. يأتي الصعود لكلا العقدين في ظل تعافي طلب الصين ومناطق أخرى، علاوة على تخفيضات الإنتاج من قبل المملكة العربية السعودية وحلفائها في تكتل "أوبك+" ما يجعل من المرجح استنزاف المخزونات في كافة أنحاء العالم. رغم ذلك، ما يزال خام غرب تكساس الوسيط متراجعاً 6% السنة الحالية، بينما هبط خام برنت 7%.
الزراعة
تراجعت أسعار الذرة خلال الأسابيع الأخيرة، بفضل الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقتي السهول الأميركية والغرب الأوسط ما دعم التوقعات بمحصول وفير. انتظر مربو الماشية لشهور -إن لم يكن لأعوام- حتى تتراجع حدة الجفاف وتتقلص تكاليف الحبوب. يرفع هذا الأمر حالياً من أسعار الماشية التي تتغذى على الأعلاف، إذ يزداد الطلب على الماشية خفيفة الأوزان في سباق لزيادة أحجامها قبل ذبحها.
ومن المقرر صدور تقرير وزارة الزراعة الأميركية نصف السنوي لمخزوناتها من الماشية وتقرير الأعلاف الشهري الجمعة المقبل، وكلاهما يمثلان بيانات مهمة للتعرف على إمدادات لحوم البقر المستقبلية.
