توقف الإنتاج بحقل نفط كبير في ليبيا بالكامل مع عودة ظهور التوترات السياسية بالدولة صاحبة أكبر احتياطيات من الخام في أفريقيا.
بدأ تعطيل الإنتاج بحقل الشرارة الواقع جنوب غرب البلاد في وقت متأخر من يوم أمس الخميس. وأكد وزير النفط والغاز محمد عون التوقف عبر رسالة نصية. قفزت أسعار النفط بعد أنباء الاضطرابات، والتي أثرت أيضاً على حقل "الفيل" القريب. ويقع حقل "الواحة"، الذي ينتج كميات قريبة من ناتج "الشرارة" في الشرق.
توقف الإنتاج بسبب متظاهرين غير راضين عن اعتقال مسؤول يحاول أن يصبح رئيساً للبنك المركزي الليبي. وشكّلت الفصائل المختلفة في البلاد تحالفات -إذا كانت تشترك في أهداف سياسية- في السابق، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا هو الحال هذه المرة.
تمر ليبيا بأزمة تلو الأخرى منذ الحرب الأهلية في 2011 والإطاحة بالرئيس القوي معمر القذافي. وتعرَّض إنتاج النفط لتقلبات شديدة، بسبب إغلاق الجماعات المسلحة الحقول بشكل منتظم.
شهدت البلاد استقراراً أفضل منذ الهدنة التي تم عقدها في الحرب الأهلية بمنتصف 2020 تقريباً، حيث تجاوز إنتاج الخام مليون برميل يومياً خلال معظم هذا العام. ومع ذلك، لا تزال ليبيا منقسمة بين إدارات متنافسة. بالإضافة إلى ذلك، يتواجد المئات من المرتزقة الأجانب في البلاد، بما في ذلك بعض المنتمين إلى مجموعة فاجنر الروسية.
تقلص إمدادات النفط الأفريقية
وقف الإنتاج الأخير في حقل "الشرارة" يعني كبح كمية كبيرة من إمدادات النفط الأفريقية خلال الـ24 ساعة الماضية. إذ توقف الإنتاج في حقل "الفيل" في وقت سابق يوم أمس الخميس كجزء من الاحتجاجات نفسها.
وفي نيجيريا، أكبر منتج بالقارة، تم وقف الأعمال بمحطة "فوركادوس" لحين فحص سبب تسرب محتمل.
تؤثر الاضطرابات في ليبيا ونيجيريا معاً على أكثر من 500,000 برميل يومياً من تدفقات النفط- نحو 0.5% من الإمدادات العالمية. وفي جميع الحالات الثلاث، لا يتضح المدى الزمني لإعادة التشغيل بالكامل.
يضخ حقلا "الشرارة" و"الواحة" كميات مماثلة من النفط. قبل الانقطاع، كان إنتاج الأول يتراوح بين 250,000 إلى 260,000 برميل يومياً، ويبلغ ناتج "الواحة" نحو 280,000 إلى 290,000 برميل يومياً. ويعالج حقل "الفيل" نحو 60,000 إلى 70,000 برميل يومياً.
وفي سياق مواز، بلغ متوسط تدفقات نفط "فوركاودس" من نيجيريا نحو 225 ألف برميل يومياً حتى الآن هذا العام، وفقاً لخطط تحميل اطلعت عليها "بلومبرغ".