قد تشهد أوروبا انخفاض أسعار الغاز الطبيعي لتقارب 15 يورو –نصف السعر الحالي- في الشتاء المقبل، بدعم من الطقس المعتدل وضعف الطلب، حسب "مورغان ستانلي".
كتب محللو البنك، ومن ضمنهم مارتين راتس، في مذكرة بحثية: "إذا استمر دفء الطقس وكان أداء الطاقة المتجددة قوياً، قد تتدهور الأسعار إلى مستويات ما قبل غزو روسيا لأوكرانيا".
هذا سيناريو واحد على الأقل توقعه البنك بعد أكتوبر المقبل، مُقراً بأنها فترة يصعب وضع توقعات لها. بالمقابل، يمكن أن تقفز الأسعار إلى 100 يورو إذا اشتد برد الشتاء لفترة طويلة ولم توفر الطاقة المتجددة حلاً كافياً.
يُعد النطاق المحدد في التوقعات بمثابة تذكير بأن المنطقة ما تزال تبحث عن التوازن خلال تعافيها من أزمة طاقة تاريخية. ساعد الشتاء المعتدل أوروبا على النجاة من الشتاء الماضي دون أي توقف كبير في الإمدادات، رغم الانخفاض الحاد في تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب القادمة من روسيا. لكن القارة قد لا تحظى بفرصة مشابهة هذا العام.
تقلب الأسعار ما يزال مُرجحاً
تذبذبت أسعار عقود الغاز المستقبلية الهولندية الأقرب استحقاقاً، التي تعد مؤشراً مرجعياً لأوروبا، قرب 30 يورو للميغاواط/ ساعة في الأسبوع الجاري، وهذا مجرد جزء ضئيل من الذروة التي وصلتها في العام الماضي، لكنها ما تزال مرتفعة نسبياً في ظل استمرار مخاطر العرض والطلب. بلغ متوسط سعر العقد نحو 15 يورو في أواخر 2020، عندما تراجع استهلاك الوقود بسبب الجائحة.
في الفترة الحالية، تشير بعض نماذج توقعات الطقس إلى احتمال كبير بأن يكون الشتاء معتدلاً في نصف الكرة الأرضية الشمالي. فدرجات الحرارة ترتفع إلى مستويات قياسية، فاقمها تغير المناخ ونمط ظاهرة "إل نينيو" الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الماء في المحيط الهادئ.
تتداول العقود المستقبلية الهولندية تسليم يناير وفبراير قرب 48 يورو، بينما قد تكتمل مخزونات أوروبا تماماً بحلول مطلع سبتمبر، ما ستنتج عنه تخمةٌ مؤقتةٌ في المعروض، في ظل استمرار واردات الغاز الطبيعي، ما قد يؤدي إلى انخفاض آخر في الأسعار، حسب "مورغان ستانلي" الذي أضاف: "هناك أمر واحد واضح، وهو أن احتمال استمرار تقلب الأسعار مرتفع".