استقبلت "وول ستريت" جرعة إضافية من الحماس والإقدام على شراء الأسهم بأسعار أعلى بعد صدور تقرير آخر عن التضخم يدعم الرهان على اقتراب بنك الاحتياطي الفيدرالي من ذروة أسعار الفائدة.
فجأة، أصبحت كلمة "انحسار التضخم"– أو الانكماش– هي الكلمة التي تتردد بكثرة في قاعات التداول، مع تطلع المستثمرين إلى الزاوية المضيئة من الأرقام التي تظهر تباطؤاً في زيادة الأسعار، وذلك برغم أنَّ التضخم الأساسي ما يزال أعلى من مستهدف البنك المركزي الذي يبلغ 2%.
تلقت الأسهم الأميركية قوة دفع إضافية بعد أنباء عن استقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد الذي كان يدعو إلى زيادة قوية في أسعار الفائدة.
قادت أسهم التكنولوجيا الكبرى مكاسب يوم الخميس، مع ارتفاع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" متجاوزاً مستوى 4500 نقطة، وصعود مؤشر "ناسداك 100" بنسبة تجاوزت 1.5%.
سجل سهم "أمازون" أعلى مستوى له في 10 أشهر بعد إعلانها عن تحقيق مبيعات قياسية في يومها الترويجي "برايم داي" (Prime Day). وصعد سهم "ألفابيت"، المالكة لشركة "غوغل"، بنسبة 4.5% تقريباً.
كما ارتفعت أسهم البنوك أيضاً قبيل الإعلان عن نتائج الأعمال من بنوك "جيه بي مورغان تشيس" و"سيتي غروب" و"ويلز فارغو".
انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين 13 نقطة أساس إلى 4.61%. وتراجع الدولار لليوم الخامس على التوالي.
التضخم ورفع أسعار الفائدة
ارتفع مؤشر أسعار المنتجين عند الطلب النهائي بنسبة 0.1% عن مستوى نفس الفترة من العام الماضي، مسجلاً أقل نسبة زيادة منذ 2020. وتأتي هذه الأرقام بعد يوم واحد من أرقام أظهرت ارتفاع أسعار المستهلك في يونيو بأبطأ وتيرة منذ عام 2021.
قال كريس زاكاريللي، رئيس شؤون الاستثمار في تحالف "إندبندانت أدفايزور أليانس" (Independent Advisor Alliance): "إنَّ مسيرة الانكماش تحدث أثرها كاملاً، ويبدو أنَّ التضخم يتراجع على جميع المستويات، وبرغم أنَّ الاحتياطي الفيدرالي قد يرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في نهاية هذا الشهر؛ فهناك احتمال قوي أن يكون قد انتهى من زيادتها لهذا العام".
الأرقام الاقتصادية الأخيرة ترسل إشارة واضحة بأنَّ سياسة الاحتياطي الفيدرالي تحدث الأثر المرغوب، غير أنَّ الزعم بتحقيق الانتصار على التضخم يحتمل أن يكون سابقاً للأوان، بحسب تصريحات فيونا سينكوتا، محللة أولى للسوق في شركة "سيتي إندكس" (City Index).
أضافت سينكوتا: "إذا توجب علي أن أنحاز إلى معسكر ما؛ فربما أنحاز لمن يتوقَّعون رفع الفائدة مرتين في الفترة القادمة؛أي مرة في يوليو وربما مرة أخرى أخرى في وقت لاحق من هذا العام. وأعتقد أنَّ عدداً متزايداً من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي سوف يطرحون تساؤلات حول مدى الحاجة إلى زيادة أخرى في أسعار الفائدة بعد شهر يوليو".
قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي لقناة "سي إن بي سي" (CNBC) يوم الخميس إنَّه من السابق لأوانه أن يعلن صانعو السياسة النقدية أنَّهم بذلوا ما يكفي من جهود لإعادة التضخم في الولايات المتحدة إلى المستوى المستهدف.
برغم أنَّ تقرير أسعار المستهلك الأخير "إيجابي للغاية"، قالت المسؤولة إنَّها في "وضع الانتظار والترقب بشأن ذلك، لأنَّني ما زلت مصممة على خفض التضخم إلى 2%".
موسم إعلان الأرباح
بصرف النظر عن النقاش الاقتصادي، كان المستثمرون ينتظرون بفارغ الصبر البداية غير الرسمية لموسم أرباح الربع الثاني يوم الجمعة.
سيكون التركيز في الأغلب على توقُّعات الشركات في ضوء أنَّ تجاوز الأرباح المتوقَّعة يبدو عقبة يسيرة حتى مع بدء بعض التقديرات في الارتفاع ببطء.
يتوقَّع الاستراتيجيون في مجموعة "غولدمان ساكس" أن تستطيع الشركات الأميركية تحقيق ذلك المستوى المنخفض للأرباح الذي أجمعت عليه تقديرات السوق. وتقول جينا مارتن آدامز، الخبيرة الاستراتيجية في "بلومبرغ إنتليجنس": "موسم أرباح الأسهم المدرجة على مؤشر (ستاندرد آند بورز 500) قد يكشف عن اتجاه أقل سوءاً مما نخشى، وهو الاتجاه الذي ظهر في نتائج الربع الأول".
قال كريس غافني، رئيس الأسواق العالمية في بنك "تي آي إيه إيه" (TIAA): "إنَّ ما أركز عليه في السوق، طبعاً، هو الأرباح، لمعرفة من أين تتدفق الأموال، لمحاولة الحصول على مقياس لكيفية أداء الشركات، وما تتوقَّعه حقاً في المستقبل".
من أخبار الشركات الأخرى، قالت شركة "دلتا إيرلاينز" إنَّها ستحقق أرباحاً في هذا الفصل تتجاوز ما توقَّعته "وول ستريت"، إذ أعلنت عن نتائج أفضل من المتوقَّع للأشهر الثلاثة السابقة.
رفعت شركة "بيبسي كو" تقديرات مبيعاتها وأرباحها مرة أخرى بعد أداء فصلي قوي. ووافقت شركة "إكسون موبيل" على شراء شركة "دنبري" (Denbury) مقابل 4.9 مليار دولار، في أكبر عملية استحواذ لها منذ ست سنوات.
