مع ارتفاع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 25% خلال 9 أشهر واستقراره عند أعلى مستوى له منذ أبريل 2022؛ يرغب الكثيرون في معرفة ما إذا كان سيواصل ارتفاعه ليسجل أعلى مستوياته على الإطلاق في الفترة المقبلة أم لا. في هذا السياق، يتوقَّع جون فلود، المسؤول في "غولدمان ساكس غروب"، أن يحدث ذلك.
بعد القراءة الإيجابية الأخيرة لمؤشر أسعار المستهلكين التي أدت إلى ارتفاع مؤشر الأسهم بنحو 1.1%؛ كتب فلود في مذكرة للعملاء يوم الأربعاء: "للمرة الأولى في 2023، يسألنا العديد من العملاء في الفترة الحالية عمّا إذا كنا نتوقَّع أن يكون مؤشر (إس آند بي 500) متجهاً لتحقيق أعلى مستوياته على الإطلاق قبل نهاية العام. أتفق مع هذا التوقُّع".
سيتطلب تحقيق ذلك أن يتواصل الارتفاع المستمر منذ فترة، الذي فاجأ معظم أوساط "وول ستريت" في ظل النمو الاقتصادي وأرباح الشركات التي تجاوزت التوقُّعات. وسجل المؤشر مستوى قياسياً عند 4796.56 نقطة في يناير 2022، وهو ما يعادل 7% فوق إغلاق يوم الأربعاء.
يخالف تفاؤل فلود توقُّعات معظم المحللين الاستراتيجيين في "وول ستريت"، المتمسكين برأيهم المتشائم بأنَّ التشديد الحاد للسياسة النقدية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، سيؤدي إلى تباطؤ اقتصادي، إن لم يؤدِ إلى ركود شامل. ويظهر متوسط مستهدفهم بنهاية العام، على النحو الذي جمعته "بلومبرغ" في منتصف يونيو، أنَّ "مؤشر إس آند بي 500" سينخفض بما يقارب 8% في ديسمبر، وهو أسوأ توقُّع للنصف الثاني من العام منذ 1999 على الأقل.
عوّضت الأسهم كل خسائرها منذ أن بدأ "الاحتياطي الفيدرالي" رفع أسعار الفائدة قبل 16 شهراً، بينما يُتداول المؤشر حالياً بما يقارب 3% أعلى مما كان عليه عند بداية دورة رفع الفائدة.
معيار منخفض للأرباح
يعتبر فلود واحداً من مجموعة صغيرة -وإن كانت متزايدة- من مرجّحي صعود الأسهم الذين يتوقَّعون تحقيق مستويات أعلى جديدة. يقول إد يارديني، وهو أحد أوائل المروّجين لهذا المسار الصاعد الذين حددوا مستهدف نهاية العام للمؤشر عند 4600 نقطة، إنَّه سيرفع توقُّعاته على الأرجح إلى 4800 نقطة، "اعتماداً على كيفية تطور الأوضاع".
قال رئيس شركة "يارديني ريسيرش" (Yardeni Research) للبحوث في مقابلة على تلفزيون "بلومبرغ": "عليّ أن أعترف أنَّ توقُّّع الوصول إلى 4600 نقطة بدا وهماً في وقت سابق من العام الجاري، لكنَّ ذلك تحقق إلى حد كبير".
موسم إعلان نتائج الربع الثاني، الذي تبدأه البنوك اليوم الجمعة بشكل غير رسمي، يُرجَّح أن يؤدي إلى ارتفاع الأسهم، إذ إنَّ التوقُّعات بتراجع الأرباح 9% تضع ما يُسمى "عتبة منخفضة جديدة"، بحسب وصف فلود، كي تتجاوزها الشركات الأميركية. وفيما يشير إلى أنَّ تلك الفترة من المرجح أن تكون بمثابة القاع لتباطؤ الأرباح، يلاحظ فلود أنَّ النمو بلغ بالفعل أدنى مستوياته في الربع الرابع من العام الماضي، بعيداً عن الضغط الناجم عن أسعار الطاقة، وذلك بالتزامن مع بلوغ السوق القاع.
كتب فلود: "المعيار لهذه الفترة منخفض بشكل استثنائي (مجدداً). إنَّها علامة إيجابية للأسهم".