الخطوة التي تطبق في 24 يوليو تأتي بعدما بلغت هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى حدها الأقصى على "ناسداك 100"

بورصة "ناسداك" تتجه لتعديل أوزان شركات التكنولوجيا الكبرى على مؤشرها

متداول يتابع حركة الأسهم على شاشة بورصة نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
متداول يتابع حركة الأسهم على شاشة بورصة نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أصبحت أكبر شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة كبيرة جداً، حتى بالنسبة إلى مؤشر الأسهم نفسه الذي يتتبع أسعار أسهمها. ولذلك، تتخذ الشركة المشرفة (بورصة ناسداك) على المؤشر حالياً، إجراءات للحد من تأثير كبريات شركات التكنولوجيا على حركته.

النمو المتواصل الذي تشهده الشركات العملاقة من أمثال "أبل" و"مايكروسوفت"، جعلها تتجاوز الحد الأعلى المفروض على الأسهم المدرجة على مؤشر "ناسداك 100". ونتيجة لذلك، أعلنت شركة "ناسداك إنك" أنها ستُجري عملية "إعادة توازن خاصة" لإعادة توزيع أوزان الشركات المدرجة في المؤشر.

قالت شركة المؤشر في بيان أصدرته يوم الجمعة إن التعديل الذي يدخل حيّز التطبيق في 24 يوليو، "سيعالج التركيز المكثّف في المؤشر من خلال إعادة توزيع الأوزان"، مع تقديم مزيد من التفاصيل في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

تأتي هذه الخطوة الاستثنائية وغير العادية من قبل "ناسداك"، نتيجة الارتفاع المستمر في أسهم هذه الشركات، والمسؤول عن كل مكاسب السوق تقريباً منذ بداية عام 2023.

الأداء القوي لأسهم شركات التكنولوجيا الذي عززته التوقعات المتفائلة بشأن الذكاء الاصطناعي، كان قد أثار جدلاً واسعاً في "وول ستريت" حول مدى إمكانية استمرار أسهم هذه الشركات في تحقيق المكاسب القوية.

أبل تتأهب لدخول التاريخ بتخطي قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار

قال تود سوهن، مدير صندوق استثمار متداول في البورصة وخبير الاستراتيجية الفنية لدى شركة "ستراتيغاس سيكيوريتيز" (Strategas Securities)، إنها "خطوة جيدة، لأنها تقلل من مخاطر التركيز الناجمة عن تلك الشركات". وأضاف: "من ناحية أخرى، فإنها تزيد العبء على بقية الأسهم المدرجة على المؤشر -والتي أحب أن أسميها (أسهم المقاعد الجانبية)- لمواصلة تقدمها وتعزيز مكانتها".

الحدود غير المسموح بتجاوزها

رغم أن التفاصيل الخاصة بهذا الإجراء غير متاحة حتى الآن بشكل وافٍ، فإن وثيقةً منشورة على موقع "ناسداك" الإلكتروني تشير إلى أنه يُمكن وضع عمليات إعادة التوازن الخاصة موضع التطبيق في ظروف معينة، عندما تتجاوز النسبة التي تمثلها أكبر شركة مدرجة على الحد الأعلى المحدد مسبقاً.

في أحد السيناريوهات، تقول الوثيقة إنه يمكن تقليص الأوزان مرة أخرى إذا كان التأثير المشترك للشركات الكبرى (أي تلك التي تشكل 4.5% أو أكثر من المؤشر) يتجاوز 48%.

أظهرت البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" أن هذا تحديداً ما حدث في 3 يوليو، عندما وصل الوزن المشترك لست شركات -"مايكروسوفت" و"أبل" و"ألفابت" و"إنفيديا كورب" و"أمازون" و"تسلا"- إلى 50.9% من المؤشر.

تقول الوثيقة التي تحدّد منهجية "ناسداك"، إنه قد يجري تفعيل إعادة التوازن لتقليل تأثير مجموعة الشركات تلك إلى 40%.

تراجعت أسهم كل هذه الشركات الست أمس الاثنين، مع انخفاض أسهم "مايكروسوفت" و"أمازون" بأكثر من 2%. وسجل الإصدار التقليدي لمؤشر "ناسداك 100" تغييراً طفيفاً عند الساعة 2:30 مساء بتوقيت نيويورك.

"إنفيديا" تصبح عقل "Chat GPT" وتنضم لنادي "التريليون دولار"

على النقيض من ذلك، ارتفع المؤشر الذي يستبعد الانحراف المرتبط بتأثير القيمة السوقية للشركات بنسبة 1.7%، وهو تحوّل كبير في الاتجاه مقارنة بالأشهر الستة السابقة، عندما كان متراجعاً بمقدار 18 نقطة مئوية.

"أبل" و"مايكروسوفت" و"أمازون".. تواصل القيادة

قال ألون روزين، رئيس قسم المشتقات المالية للمؤسسات في شركة "أوبنهايمر آند كو" (Oppenheimer & Co) ، إن أداء أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة كان ضعيفاً أمس "بسبب الإعلان عن إجراء إعادة التوازن.. تأثرت كل الأسهم نسبياً، لأننا نشهد تحركاً الأموال إلى أماكن أخرى".

رغم أن أكبر الشركات ستشهد تراجعاً في أوزانها على المؤشر، فإنه يتعين على صناديق تتبع المؤشرات، مثل "إنفيسكو كيو كيو كيو تراست"(Invesco QQQ Trust)، تعديل أحجام حيازاتها، إذ من غير المرجح أن يتسبب التعديل في حد ذاته بإحداث تغييرات عميقة في أداء "ناسداك" مستقبلاً.

ستظل "أبل" و"مايكروسوفت" و"أمازون" تتمتع بوزن ثقيل في المؤشر بما يتناسب مع قيمها السوقية المؤلفة من 13 رقماً (تتجاوز تريليون دولار)، مع أوزان مماثلة لما كانت عليه في أوقات مختلفة من عام 2022.

سطوة "مايكروسوفت" في الذكاء الاصطناعي تغير توازنات القطاع

قال سوهن، المحلل لدى "ستراتيغاس سيكيوريتيز": "ربما يشهد النصف الأخير من الأسهم التي يتتبعها صندوق مؤشرات (كيو كيو كيو) زيادة في أوزانها.. لكنني لا أتخيل أن الأمر سيحدث في غضون يوم أو يومين".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك