تبدي أسواق النفط علامات على استعادتها القوة في ظل نقص الإمدادات، بينما تؤثر درجات الحرارة القياسية عبر كافة أنحاء العالم على كل شيء بداية من المحاصيل وأسعار الطاقة وصولاً إلى وفرة المياه. نستعرض فيما يلي 5 رسوم بيانية تجدر متابعتها في أسواق السلع العالمية الأسبوع الجاري.
النفط
بعد أن تعهدت زعيمتا تحالف "أوبك+" المملكة العربية السعودية وروسيا باتخاذ تدابير لكبح تدفقات النفط حتى أغسطس المقبل، سيبحث التجار عن إشارات تدل على إقبال المشترين الشديد لالتهام البراميل الأسبوع الجاري.
ارتفعت فروق أسعار العقود ذات الآجال القريبة لكل من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت (التي تساعد في قياس مدى نقص المعروض بالسوق) في جلسات التداول الأخيرة، حتى أنها تحولت إلى حالة "باكورديشن" التي تراهن على صعود الأسعار.
في ظل رفع السعودية حالياً لأسعار براميلها، يُرجح أن يعزز ذلك الطلب على النفط المرتبط بالمعيارين. في حال حدوث ذلك، سيستمر على الأرجح اتجاه فروق الأسعار. توجد أمور أخرى تنبغي متابعتها الأسبوع الحالي للحصول على مؤشرات توضح مسار العرض والطلب من بينها تقريران شهريان لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والوكالة الدولية للطاقة، وكلاهما مقرر صدوره الخميس المقبل.
الزراعة
قد يتوقع المتداولون تقلبات أكثر في فروق أسعار عقود فول الصويا والذرة بعد صدمة تقرير مساحة الأرض المزروعة الصادر عن وزارة الزراعة الأميركية الشهر الماضي. في حين أنه من المعروف حالياً مساحات الأراضي المزروعة - فول الصويا (المساحة الأقل منذ 2020) ومساحات كبيرة من الذرة (الأكبر منذ 2013) - فإن حجم المحصول يبقى محل شك. زاد ذلك من الفجوة بين أسعار العقود الآجلة لكلتا السلعتين.
قد تتفاقم حالة عدم استقرار الأسعار على خلفية الطقس المضطرب في الولايات المتحدة الأميركية وحالة عدم اليقين المتواصلة إزاء الاتفاق الذي يسمح لأوكرانيا بشحن الحبوب بطريقة آمنة من موانئ البحر الأسود. أيضاً ستُلقي بيانات تقديرات العرض والطلب للمنتجات الزراعية عالمياً لوزارة الزراعة الأميركية المزمع صدورها بعد غد الأربعاء الضوء أكثر على توقعات الإنتاج، وربما توفر تحديثاً حول حجم غلة المحاصيل.
الشحن
يجري تداول أسعار الشحن بناقلات النفط الصغيرة المعروفة بـ"أفراماكس" (Aframax) بعلاوة سعرية محدودة على ناقلات النفط العملاقة (VLCCs) على خلفية تضاؤل الطلب على النفط الخام من روسيا. استُخدمت سفن "أفراماكس" أكثر من ناقلات النفط العملاقة في أسطول الظل لنقل النفط الروسي في أعقاب غزو أوكرانيا خلال فبراير 2022، ما جعل عدداً أقل من هذه السفن متاحاً لبقية العالم وزاد من أسعارها.
حالياً تعهدت كل من السعودية وروسيا بتمديد العمل بتخفيضات إمدادات النفط حتى أغسطس المقبل. يأتي ذلك بوقت تُتداول فيه أسعار الإيجار المكافئة ذات الأجل المحدد لسفن شحن "أفراماكس" بعلاوة تبلغ 10,500 دولار يومياً تقريباً على أسعار ناقلات النفط العملاقة، متراجعة من مستوى قياسي بلغ 96 ألف دولار يومياً خلال أبريل السنة الماضية، بحسب بورصة البلطيق.
المناخ
تعاني الكرة الأرضية من ارتفاع هائل في درجات الحرارة وحطمت أرقاماً قياسية، ما يهدد النظم البيئية الهشة ويعرض ملايين البشر للخطر. وصل متوسط درجة الحرارة في كافة أنحاء العالم 17 درجة مئوية (63 فهرنهايت) للمرة الأولى بالتاريخ الأسبوع الماضي. يمثل التغير المناخي المرتبط بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري عاملاً أساسياً في اتجاه الطقس ذاك، وهو ما سيؤثر على الأرجح على كافة الأمور بداية من أسعار الغاز الطبيعي وصولاً للسكر.
يُرجح تفاقم تباطؤ الطلب طيلة فصل الصيف عبر نصف الكرة الشمالي بينما تستمر ظروف الطقس الجاف، علاوة على حالة عدم اليقين جراء ظاهرة "إل نينيو".
الغاز الطبيعي المسال
ارتفعت أحجام العقود طويلة الأجل لإمدادات الغاز الطبيعي المسال من شركات تطوير المشروعات في الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك خلال النصف الأول من 2023 مسجلة 16 مليون طن تقريباً سنوياً، مقارنة بـ25.7 مليون طن سنوياً للمدة نفسها من 2022. اشترت الصين واليابان وكوريا الجنوبية غالبية عقود هذه الكميات العام الجاري.
ينتظر أن تتخذ شركة "نكست ديكيد" (NextDecade) قرارها النهائي للاستثمار بمشروع تصدير الغاز الطبيعي المسال في ريو غراندي خلال الأسابيع المقبلة، والذي سيبدأ أعمال تشييد مصنع في جنوب تكساس، وتشير التوقعات إلى أن الإنتاج سينطلق مع حلول 2027.
سيجتمع الموردون والمديرون التنفيذيون والمستثمرون في فانكوفر الأسبوع الجاري في أثناء حضور مؤتمر الغاز الطبيعي المسال لعام 2023 الذي تستمر فعالياته 4 أيام لمناقشة حالة القطاع وأمن الطاقة وإبرام صفقات ومخاطر سلاسل التوريد، علاوة على أمور أخرى.