قفزت عوائد سندات الخزانة الأميركية وانخفضت أسعار الأسهم مع استيعاب المستثمرين تعليقات وردت في آخر اجتماع للمسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي.
أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" منخفضاً بنسبة 0.2%، في أعقاب نشر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يونيو، الذي كشف عن ميولٍ تقشفية عند بعض الأعضاء الذين يحق لهم التصويت.
بعد نهاية جلسة التداول، تقدم سهم شركة "سبيريت إيرلاينز" (Spirit Airlines) بنسبة 2.6% بعد أن أعلنت شركة "جت بلو إيروايز" (JetBlue Airways) أنها تلغي خطط التحالف مع مجموعة "أميركان إيرلاينز" (American Airlines) للتركيز على اندماجها الوشيك مع شركة "سبيريت إيرلاينز". وانخفض سهم "جت بلو" بنسبة 1.5%.
ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عامين، التي تتسم بحساسية خاصة تجاه السياسة النقدية، إلى 4.94%، في حين ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 3.93%.
منحنى العائد المقلوب ذلك غالباً ما يراه المحللون علامة على أزمة اقتصادية مقبلة.
اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في يونيو دفع وول ستريت في حالة من التخبط والارتباك حيث أوقف مسؤولو البنك رفع أسعار الفائدة بعد زيادتها 10 مرات متتالية.
يتوقع البنك المركزي زيادة الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام مما قد يزيد الضغوط على معدلات نمو الاقتصاد وأرباح الشركات. ويحل موعد القرار القادم بشأن أسعار الفائدة في غضون ثلاثة أسابيع.
الأسواق تتجاهل مخاطر رفع الفائدة
قال إدوارد هيمان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة "إيفركور" (Evercore ISI)، على تلفزيون "بلومبرغ": "أصبحت أكثر تشاؤماً عما كنت من قبل إزاء حالة الاقتصاد دون أن أنضم إلى من يتوقعون ركوداً، ويرجع ذلك إلى حركة منحنى العائد، ونقص السيولة النقدية وسياسة التقشف الكمي في نفس الوقت الذي يرفعون فيه أسعار الفائدة".
ومع ذلك، تجاهلت قطاعات كثيرة من سوق الأسهم إلى حد كبير خطر ارتفاع أسعار الفائدة، حيث أنهى مؤشر "ناسداك 100" اليوم دون تغيير يذكر، مدعوما بمكاسب في أسهم الشركات الضخمة، بما في ذلك سهم "ميتا بلاتفورمز" وسهم "ألفابت".
علق شيتان جندال، رئيس شؤون الاستثمار في شركة "غرين ويتش آيفي كابيتال" (Greenwich Ivy Capital)، قائلاً: "إما أن السوق لا تعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع الفائدة بنسبة كبيرة، أو أنها منفصلة تماما عن الواقع. لأن بنك الاحتياطي الفيدرالي إذا رفع الفائدة، مثلاً 50 نقطة أساس أخرى، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة احتمال ركود الاقتصاد بشكل كبير، ويصبح من الصعب تبرير هذه المضاعفات في الربحية".
لم يأخذ المتعاملون في عقود المقايضة في الاعتبار احتمال زيادة الفائدة مرتين بمقدار ربع نقطة مئوية في كل مرة، رغم أن الرهانات على تخفيف بنك الاحتياطي الفيدرالي لسياسة التقشف النقدي قد استبعدت إلى حد كبير.
أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الأربعاء الانقسام بين أعضائها، حيث كان بعضهم يفضل زيادة أخرى للفائدة في يونيو وسط سوق عمل تعاني نقصاً في معروض الأيدي العاملة – رغم اتخاذهم قراراً بالإجماع بوقفة مؤقتة.
محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يكشف انقساماً تجاه وقف زيادة الفائدة في يونيو
تقارير سوق العمل
كتب إيان لينغن، محلل استراتيجي في شركة "بي إم أو كابيتال ماركيتس" (BMO Capital Markets): "يعزز ذلك احتمال أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى في 26 يوليو. إن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ترك عمداً لدى المستثمرين انطباعاً بأن وقفة يونيو كانت مناورة محدودة وأن رفع أسعار الفائدة في يوليو هو السيناريو الافتراضي للجنة".
سيراقب المستثمرون عن كثب تقرير التوظيف لشهر يونيو يوم الجمعة بحثاً عن علامات على تباطؤ سوق العمل. يتوقع لينغن أن تثير البيانات القادمة جدلاً حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع الفائدة أو يتوقف مؤقتاً في سبتمبر.
ارتفع مؤشر الدولار مقابل جميع نظرائه في مجموعة العشرة بينما تراجع الذهب. ولامس النفط الأميركي الخام مستوى 72 دولاراً للبرميل بعد خفض الإنتاج السعودي والروسي في وقت سابق من هذا الأسبوع.
