دفع صعود سهم "أبل" بقوة هذا العام صانعة "آيفون" لتقترب من أن تصبح رسمياً أول شركة تبلغ قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار، لكنَّ مقياساً واحداً على الأقل يشير إلى تراجع على المدى القريب.
قاد ارتفاع أكبر سهم في العالم بالفعل بنسبة 48% هذا العام، شركة "أبل" إلى تسجيل مستوى قياسي جديد، مضيفةً ما يقرب من تريليون دولار لقيمتها السوقية. ولكن، أدى هذا الارتفاع السريع إلى صعود أسهمها بنحو 2% فوق متوسط الأسعار المستهدفة التي وضعها المحللون، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
يعتبر هذا الوضع نادراً بالنسبة لشركة "أبل"، إذ يأتي بعد أحدث موقف مشابه منذ أكثر من 18 شهراً، أي في آخر مرة حاولت فيها تخطي عتبة 3 تريليونات دولار. ورغم نجاحها في تجاوزها وسط الجلسة، إلا أن السهم فشل في الإغلاق فوقه. وكانت تلك الذروة بمثابة بداية اتجاه هبوطي تفاقم بسبب ارتفاع التضخم ومحاولة مجلس الاحتياطي الفيدرالي مكافحة ارتفاع الأسعار عن طريق رفع أسعار الفائدة.
تخطي السعر المستهدف
بينما تلقت "أبل" دفعة تفاؤل جديدة من "سيتي غروب" هذا الأسبوع، عندما كتب المصرف أن السهم قد يصعد 30%، فإن الشركة باتت مفضلة أقل من نظيراتها من قبل المحللين. توصي 68% فقط من الشركات التي تتبعها بلومبرغ بشراء الأسهم، مقارنة بـ85% على الأقل لشركات "مايكروسوفت" و"ألفابت" و"أمازون". علاوة على ذلك، تقترب نسبة توصيات الشراء والاحتفاظ والبيع لسهم "أبل" من أدنى مستوياتها منذ نوفمبر 2020.
الحذر النسبي يعكس مخاوف بشأن تقييم "أبل". فعلى الرغم من تفوقها في عدد من مقاييس الجودة، بما في ذلك ميزانيتها العمومية ومتانة أرباحها وتدفقات إيراداتها، إلا أن السهم يتداول بمعامل 30 ضعفاً للأرباح المقدرة للأشهر الـ 12 المقبلة. أي أعلى من متوسط مضاعفها على المدى الطويل، ويتفوق على نظيره بمؤشر "ناسداك 100".
وبالنظر إلى مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يوماً، نجد أن سهم "أبل" يتداول في أعلى مستويات ذروة الشراء منذ أغسطس.
قال إد مويا، كبير محللي السوق في "واندا": "لا تزال آفاق (أبل) قوية بالنظر إلى ميزانيتها العمومية ومشاريع الإيرادات المستقبلية، لكن هذه المكاسب الأخيرة قد تكون أكثر من تحول دفاعي للمتداولين الذين يرون الاقتصاد الأميركي مهدداً بالركود".