تكشف أسواق الديزل والغاز الطبيعي في أوروبا عن هشاشة متنامية، فيما تتدهور أحوال المحاصيل في الولايات المتحدة حيث يعرقل الطقس الجاف الزراعة بالمناطق الرئيسية.
نستعرض فيما يلي 5 رسوم بيانية ينبغي أخذها بالاعتبار في أسواق السلع العالمية الأسبوع الجاري.
الديزل
يشير أحد المقاييس الرئيسية لقوة سوق الديزل الأوروبية إلى وجود أزمة إمدادات متفاقمة في الوقت الذي يشهد فيه الطلب عادة تراجعاً قبل أن يعاود الصعود مرة أخرى قبيل دخول فصل الشتاء. صعد الفارق الفوري للديزل -الفرق بين أقرب عقدين مستقبليين له- الشهر الجاري إذ أدت أعطال المصافي لنقصٍ في المخزونات. تظهر العلاوة السعرية العالية أن التجار يدفعون أموالاً أكثر بالوقت الحالي للحصول على مخزونات، ما يبرز ضعف السوق في أعقاب خسارة المعروض الروسي.
الذرة
تزداد أحوال المحاصيل سوءاً في الولايات المتحدة، أكبر منتج للذرة على مستوى العالم، في ظل امتداد الطقس الجاف عبر أنحاء مناطق الزراعة الرئيسية. بلغت نسبة محاصيل الذرة التي تعاني من جفاف معتدل إلى شديد 64% من إجمالي المساحة المزروعة، وقفزت 39 نقطة مئوية خلال الأسابيع الخمسة الماضية. يأتي هذا مقارنة بـ19% فقط لنفس الأسبوع من السنة الماضية.
سيحصل مراقبو السوق على نظرة أفضل على حالة حزام الذرة مع نشر أحوال المحاصيل اليوم الإثنين وتقرير الجفاف الأسبوعي يوم الخميس المقبل. بينت أحدث التقارير أن الوضع تدهور بدرجة أكبر من المتوقع إذ أسفر نقص الأمطار عن إجهاد النباتات الصغيرة. رغم ذلك، في ظل التوقعات المتشائمة، دفعت موجة بيع كثيفة لجني أرباح عقود تسليم الذرة لشهر ديسمبر المقبل للتراجع 1.6% الأسبوع الماضي في بورصة شيكاغو التجارية بعد أن كان للزيادة الأخيرة علامات فنية تدل على أنها كانت مبالغاً فيها وسريعة للغاية.
الغاز الطبيعي الأوروبي
تجددت تقلبات أسعار الغاز الطبيعي المعيارية في أوروبا الشهر الحالي إثر الأعطال والطقس الحار بصورة غير معتادة، وهو ما برز عبر تقلبات يومية هائلة، لتحل محل التحركات المحدودة التي اتسمت بها عمليات التداول خلال أغلب العام الجاري. تركت حالة عدم الاستقرار العقود الآجلة عالقة بين متوسطين متحركين رئيسيين -وهما 50 يوماً و100 يوم- وهو اتجاه شهدته آخر مرة مع نهاية 2022 خلال موسم التدفئة. رغم ذلك، يتضاءل الفارق، ما يدل على أن المستقبل سيشهد تقلبات أكثر في ظل تفاقم مخاوف نقص المعروض بالسوق الهشة.
الغاز المسال
تراجعت أرباح بائعي شحنات الغاز الطبيعي المسال الأميركية إلى آسيا جراء التقلبات في أوروبا. وفي ذلك تحول عن شهر مايو، عندما كان التجار يحققون إيرادات مستقرة من تحويل شحنات الغاز إلى المنطقة مع تداول أسعار الوقود المعياري المتجه إلى اليابان وكوريا فوق المقياس الأوروبي الرئيسي. تقلص هذا الفارق منذ ذلك التوقيت الشهر الجاري، مما يعني تراجع الشحنات التي تصل إلى آسيا. في حقيقة الأمر، دفع انقلاب فارق الأسعار خلال النصف الأول من الشهر الجاري المتداولين لتصدير شحنات أكثر لأوروبا عوضاً عن آسيا.
النفط
يُرجح أن تسفر تخفيضات الإنتاج الطوعية المفاجئة لتحالف "أوبك+" عن عجز بسوق النفط يفوق بقليل مليوني برميل يومياً خلال الربع الأخير، بحسب "بلومبرغ إنتلجينس". ويعني هذا النقص الهائل استنزافاً كبيراً للمخزونات، ما قد يهيئ الظروف لارتفاع أسعار النفط.
هبطت العقود المستقبلية لخام غرب تكساس الوسيط وخام برنت 14% تقريباً العام الجاري في ظل تعافٍ أبطأ من المتوقع للطلب في أعقاب جائحة كورونا العالمية، خاصة في الصين، واستمرار مخاوف حدوث ركود اقتصادي. في حال ظهر أن نقص المعروض كبير، كما يشير سيناريو "بلومبرغ إنتلجينس"، فربما يزداد الضغط على "أوبك+" لرفع الإنتاج مرة أخرى.
