توقع "غولدمان ساكس"، تفوق رسملة أسهم الأسواق الناشئة على نظيراتها في الولايات المتحدة بحلول نهاية العقد الحالي، في ظل نمو الدخل وتمكّن المستثمرين من التعمّق في البورصات العامة في جميع أنحاء العالم.
حوّل المحللان في "غولدمان"، وهما تاداس غيدميناس وكيفين دالي، توقعاتهما للنمو الاقتصادي إلى تقديرات للقيمة السوقية للأسهم، وخلصا إلى أن حصة الولايات المتحدة عالمياً ستنخفض من 42% التي سجلتها في عام 2022 إلى نحو 35% في 2030. خلال الفترة نفسها، من المقرر أن ترتفع حصة أسهم الأسواق الناشئة من نحو 27% إلى 35%، على أن تستمر في النمو من هذا المستوى، على حد قولهما.
حتى في ظل تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في كل من الاقتصادات المتقدمة والناشئة في السنوات الأخيرة، فقد استمر تقارب الدخل على الرغم من تعدد الصدمات التي واجهها الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الأزمة المالية العالمية وجائحة "كوفيد".
توقعت مجموعة "غولدمان"، في مذكرة أرسلتها بالبريد الإلكتروني أمس الجمعة، نقلاً عن تقارير نُشرت في الأصل بتاريخ 8 يونيو، أن يشكّل أبرز نمو ديناميكي أساسي في سوق رأس المال بالأسواق الناشئة هو تحويل أصول الشركات إلى أسهم، وتعميق أسواق رأس المال، وتحييد الوساطة فيما تستمر التنمية المالية.
وتيرة النمو
في عام 2022، شكّلت الأسواق الناشئة نحو 27% من إجمالي القيمة السوقية العالمية، مقارنة بنحو 45% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي المَقيس بالدولار، وفقاً للمذكرة. مع ذلك، يُتوقع أن تنمو الاقتصادات النامية بمعدل متوسط يبلغ 3.8%، أي أكثر من ضعف النسبة المتوقعة البالغة 1.8% للدول المتقدمة، بسبب التركيبة السكانية الأكثر ملاءمة والزيادات في الإنتاجية على مدى الفترة المتبقية من العقد، بحسب "غولدمان".
وفقاً للمذكرة، فإنه ليس لهذا تأثير واضح على أداء الأسهم نفسها، مع ذلك، يتوقع الاقتصاديون لدينا أن تتفوق أسهم الأسواق الناشئة على أداء نظيراتها بالأسواق المتقدمة على المدى الطويل، بسبب نمو الأرباح على المدى الطويل وتوسع التقييم المتعدد مع انخفاض علاوة المخاطرة".
تدعم توقعات بنك "غولدمان" الدعوات من جانب شركات في "وول ستريت"، مثل "مورغان ستانلي" و"إيه كيو آر كابيتال" (AQR Capital ) لتقليص الانكشاف على الأسهم الأميركية والاستثمار بشكل أكبر في الأسواق الناشئة.
جاءت هذه الدعوات وسط ضعف أداء الأسهم في الأسواق الناشئة. فقد صعد مؤشر "إم إس سي آي" القياسي للأسواق الناشئة بمعدل أقل من 4% هذا العام، ولم يواكب وتيرة مكاسب الأسهم في الولايات المتحدة التي ارتفع بها مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 14%، فيما صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 38%.
يُعد هذا امتداداً لضعف الأداء على مدار عقد عندما حققت أسهم الأسواق الناشئة عائدات بـ10%، مقابل أكثر من 100% لعائدات أسهم الأسواق المتقدمة.
يتوقع "غولدمان" أن تسجل أسهم الهند أكبر زيادة في حصتها بالسوق العالمية، بعد أن كانت دون 3% في عام 2022، لتصل إلى 8% في عام 2050، بينما تتأهب الصين لأن ترتفع حصتها من 10% إلى 15%. توقّعت المذكرة أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2035، وأن تشكّل كلاً من الصين والولايات المتحدة والهند وإندونيسيا وألمانيا، أكبر خمس اقتصادات في العالم بحلول منتصف القرن.