يتحول التركيز هذا الأسبوع بقوة إلى الغذاء مع بدء موسم الشواء في نصف الكرة الشمالي، والذي تعكر صفوه بسبب زيادة تكاليف لحوم الأبقار، والتوترات المستمرة المتعلقة بممر الحبوب الآمن عبر البحر الأسود، ونقص إمدادات الأرز –الغذاء الأساسي في آسيا– جراء مخاوف الأمن الغذائي وسوء الأحوال الجوية. فيما يلي 5 رسوم بيانية مهمة في أسواق السلع العالمية:
لحوم الأبقار
مع انطلاق موسم الصيف رسمياً بعد غد الأربعاء، حان وقت مراجعة ميزانيتك المخصصة للشواء لكن لن تبدو النتيجة مرضية إذ صعدت أسعار لحوم البقر المفرومة في الولايات المتحدة، بعدما زادت 2.1% خلال مايو الماضي إلى 5.35 دولار للرطل، بفارق 10 سنتات فقط عن أعلى سعر على الإطلاق والمسجل في أغسطس الماضي، بحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل التي صدرت الأسبوع الماضي.
في هذه الأثناء، ارتفعت أسعار الأبقار في السوق الفورية لمستوى قياسي بوقت سابق من الشهر الجاري إذ قلص أصحاب المزارع أعداد القطعان في ظل جفاف السهول وزيادة تكاليف الأعلاف. من جهة أخرى، يواجه المستهلكون الأميركيون ضغوطاً أكبر جراء التضخم الأوسع نطاقاً، مع صعود أسعار مواد البقالة الشهر المنصرم بعد تراجعها لربعين متتاليين.
الحبوب
تنتظر سوق الحبوب تقلبات أعلى على خلفية تنامي المخاوف إزاء الطقس الجاف واحتمال انسحاب روسيا من اتفاق يتيح لأوكرانيا شحن الحبوب بأمان عبر موانئ البحر الأسود. سمحت الاتفاقية، التي مُددت لشهرين منتصف مايو الماضي، بشحن 31.9 مليون طن من المحاصيل منذ أن توسطت تركيا والأمم المتحدة لتوقيعها في يوليو الماضي، لكن الصادرات تراجعت إذ عرقلتها عمليات تفتيش السفن.
صعدت عقود القمح المستقبلية ببورصة شيكاغو 11% الأسبوع الماضي، بينما زادت في بورصة باريس 1.8%، ويُعزى ذلك غالباً لمخاوف الجفاف. رغم ذلك، فإن روسيا في طريقها لتصدير كميات قياسية من القمح خلال الموسم الحالي، ما قد يخفف من حدة تضخم الأسعار. أيضاً، تقدمت عقود الذرة المستقبلية ببورصة شيكاغو 13% على مدى 5 أيام.
الأرز
بلغت شحنات تصدير الأرز على مستوى العالم أدنى مستوياتها منذ 3 أعوام تقريباً جراء تراجع صادرات الهند -المصدرة الرئيسية للسلعة- حيث فرضت قيوداً على مبيعاتها لأسباب مرتبطة بالأمن الغذائي.
جرى شحن نحو 2.1 مليون طن من السلعة الأساسية الآسيوية عبر الموانئ في كافة أنحاء العالم خلال مايو الماضي، وهي الكمية الأقل منذ أغسطس 2020، بحسب شركة تزويد البيانات البحرية "شيب فيكس" (Shipfix)، ثم تقلصت الشحنات بقدر أكبر من وقتها وحتى الآن.
سيفرض ذلك تحدياً على مخزونات الدول المستوردة العام الجاري. ورغم تعزيز الدول لمخزوناتها الاحتياطية، فقد لا تتمكن من الحصول على إمدادات جديدة وفيرة بسبب ظاهرة "إل نينيو" التي تخفض إنتاج بلدان أخرى تزرع الأرز.
النفط
من المرجح تشكيل البتروكيماويات أكثر من 40% من نمو الطلب على النفط حتى 2028، بحسب وكالة الطاقة الدولية. كما يُرجح اقتناص مادة "النافتا" لموقع الصدارة، حيث تُستخدم في تصنيع المواد البلاستيكية، ويُعزى ذلك جزئياً إلى توسيع مرافق الإنتاج أنشطتها في الصين. ومن المتوقع زيادة استخدام وقود الطائرات أيضاً، إلا أنه لن يعاود الصعود لمستويات 2019 حتى عام 2027 جراء التحسن الكبير في كفاءة استهلاك الوقود بالطائرات. لكن مثل هذا التطور غير متوقع بالنسبة لقطاع البتروكيماويات.
معادن البطاريات
لا غنى عن معدن الليثيوم في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، حيث يُستعمل في الأقطاب السالبة، وهو المادة الأعلى قيمة بسلاسل توريد البطاريات، ويشكل 65% من إجمالي التكاليف، بحسب مصرف "كريدي سويس".
من المقرر اجتماع المسؤولين التنفيذيين والمستثمرين والمصرفيين والمصنعين بمدينة لاس فيغاس الأسبوع الجاري لحضور مؤتمر إمدادات الليثيوم والمواد الخام المصنعة للبطاريات الذي تقيمه شركة البيانات والتحليلات "فاست ماركتس" (Fastmarkets) على مدى 3 أيام لمناقشة أحوال القطاع، وإبرام الصفقات، والنظر في مخاطر سلاسل التوريد وتقلبات الأسعار، من بين موضوعات أخرى عديدة.
