"غولدمان ساكس" يقلب الطاولة على هوس تداولات "ريديت"

المستثمرون الأفراد مرتادي "ريديت" يغيرون قواعد اللعبة في وول ستريت - المصدر: بلومبرغ
المستثمرون الأفراد مرتادي "ريديت" يغيرون قواعد اللعبة في وول ستريت - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

لدى مجموعة "غولدمان ساكس"، استراتيجية منطقية، تعتمد على توسيع نطاق عملها لأبعد من "وول ستريت"، والعملاء الأكثر ثراءً في العالم، فهي بالفعل تمتلك "بنك ماركوس" الذي يقدِّم خيارات أكبر، تتضمَّن حسابات توفير بفائدة مرتفعة للمستثمرين الأفراد.

والسؤال الآن، لماذا لا يُسمح للعملاء الأفراد باستثمار أموالهم من خلال ماركوس أيضاً حتى لو كانت مبالغ الاستثمار متواضعة وفقاً لمعايير غولدمان؟ ولكنَّ الرد على ذلك الاقتراح بأنَّ "غولدمان ساكس" المؤسسة التي تأسست قبل 152 عاماً لن تخوض منافسة مع شركات ناشئة مثل "روبنهود ماركتس".

ثم جاءت ظاهرة شركة "غيم ستوب"، وغيَّرت قواعد اللعبة.

فورة الأسهم مستمرة

ويبدو أنَّ زخم الأسواق لا يزال مستمراً، فسهم "يولو" يواصل تحقيق المكاسب، وبرغم تراجع أسهم "غيم ستوب" بنسبة كبيرة –إلا أنَّ السعر لا يزال ضعف مستويات 12 يناير، وتجاوزت البتكوين 50 ألف دولار لأوَّل مرة تاريخياً يوم الثلاثاء، كما يبدو أنَّ صندوق المؤشرات المتداولة الشهير "أرك إنوفيشن" التابع لشركة "كاثي وود" سيواصل المكاسب، كما أنَّ صفقات الاندماج من خلال شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص مستمرة في الازدهار، وبلا هوادة.

وبالتالي، فمن المؤكَّد أنَّ الأسهم العالمية وبشكل أشمل في طريقها لتحقيق أطول سلسلة مكاسب منذ 17 عاماً، وفي العام 2021؛ كلما كانت الشركة صغيرة الحجم ويمكن المضاربة على أسهمها تزداد العوائد.

وحتى مع اعتبار أنَّ ذلك النوع من المخاطرة المتزايدة تغير طارئ لن يستمر، ترى "غولدمان ساكس" أنَّ "ماركوس إنفيست" يمثِّل الخطوة التالية في استراتيجيتها طويلة المدى لتنويع الأعمال التي تدرُ رسوماً بعيداً عن الإيرادات من عملياتها المصرفية، والتداولات التي تتأرجح وفقاً لظروف أسواق المال.

وقالت سونالي باسيك المحللة ببلومبرغ نيوز، إنَّ الهدف النهائي لـ"غولدمان" جذب أكثر من 100 مليار دولار من ودائع الأفراد في حسابات جارية لدى ماركوس.

رهانات "غولدمان ساكس"

والخلاصة، تشير إلى أنَّ الرهان ضد الاستثمار الذي يتبع المؤشر، ويحقق مكاسب سيكون صعباً. إذ تشير تقديرات شركة "تشاريز شواب" إلى أنَّ الخدمات الاستشارية الآلية سوف تدير 460 مليار دولار مع حلول العالم 2022، ارتفاعاً من 98.5 مليار دولار في 2016. ويتطلَّع "غولدمان ساكس" إلى الحصول على نصيب من ذلك النمو المطرد.

وعلى الرغم من النمو الكبير الذي حقَّقته "روبينهود" إلا أنَّ رئيسها التنفيذي يتوارى عن الأنظار الآن بعيداً في أحد الفنادق منتظراً مواجهة مع المحقِّقين الأمريكيين الغاضبين.

وكانت "غولدمان ساكس"، وبنوك "وول ستريت" قد حصلوا على نصيب كافٍ من الانتقادات اللاذعة بعد أزمة 2008، وليست على استعداد لتكرار التجربة مرة أخرى.

وقد يبدو "ماركوس إنفست" وسيلة سهلة للاستثمار في تلك الأسواق المزدحمة، ولكن بالنسبة لـ"غولدمان ساكس" الذي يتطلَّع إلى تنويع ونمو أرباحه، فيمثِّل خطوة مقبلة على قدر من الأهمية.

ويبقى الآن على "غولدمان ساكس" إقناع المستثمرين من الأفراد بضرورة النزول من السفينة التي تدور بين أسهم الأفراد، والعملات الرقمية منذ مطلع العام 2021.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

الآراء الأكثر قراءة