تواصل صناديق التحوط سلسلة بيع قياسية لسندات الخزانة قصيرة الأجل في رهانٍ على أن معركة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ضد التضخم لم تقترب من نهايتها.
رفع المستثمرون، الذين يمولون استثماراتهم بالدين، صافي مراكز البيع على المكشوف في سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين للأسبوع الحادي عشر على التوالي، والمنتهي في 6 يونيو الجاري، وفق أحدث أرقام لجنة تداول السلع الآجلة التي جمعتها بلومبرغ، وهي أطول سلسلة بيع سجلت في هذه البيانات التي تبدأ من عام 2006.
استطلاع "بلومبرغ": "الفيدرالي" سيوقف حملة رفع الفائدة
هذه المراكز الاستثمارية تعطي لمحة عن رهانات المضاربين على الأوراق المالية قصيرة الأجل قبيل أسبوع حاسم، إذ ما يزال احتمال رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة من عدمه محلاً للنقاش. رغم أن الزيادات القوية لأسعار الفائدة أسهمت في تخفيف ضغوط الأسعار في الولايات المتحدة، فإن التضخم مازال أعلى كثيراً من هدف الاحتياطي الفيدرالي، بما يدعم ثقة صناديق التحوط في استراتيجية بيع سندات الخزانة الأميركية على المكشوف.
استمرار التشاؤم القياسي تجاه سندات الخزانة
قال أندرو تيسهرست، محلل أسعار الفائدة في "نومورا هودلينغز"، في سيدني، إن تحركات المستثمرين "تشير إلى أن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعاً في السابق". وأضاف أن: "البنوك المركزية لم تنته من رفع أسعار الفائدة بعد وسوف تستمر في صعودهاً، وشهدنا بالفعل قليلاً من الذعر بعد الزيادات المفاجئة للفائدة الأسبوع الماضي من قبل بنك الاحتياطي الأسترالي وبنك كندا".
وإجمالاً، زادت صناديق التحوط المراكز البيعية الصافية لسندات الخزانة الأميركية والتي بلغت مستوى قياسياً بالفعل خلال نفس الفترة، بحسب البيانات. يمكن أن تُعزى بعض هذه الرهانات إلى ما يسمى "تداول الأساس"، وهي استراتيجية يستخدمها المضاربون للربح من فروق العائد الطفيفة بين سندات الخزانة والعقود المستقبلية المقابلة لها.
صناديق التحوط تسجل أكبر رهان تشاؤمي على سندات الخزانة
عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين - الأكثر حساسية للسياسة النقدية – ارتفعت نقطتي أساس إلى 4.61% في الساعة 11 صباحاً بتوقيت لندن يوم الإثنين، كذلك صعدت عوائد السندات أجل 10 أعوام المعيارية إلى 3.75% بعد ارتفاعها 5 نقاط أساس الأسبوع الماضي.
... لكن يبقى للمؤشرات الداعمة مكان
رغم ذلك، تزعم بعض أكبر شركات الاستثمار في السندات حول العالم، بداية من "فيدليتي إنترناشونال" وصولاً إلى "أليانز غلوبال إنفستورز"، أن أضرار زيادات الفائدة السابقة وقعت فعلاً وأن الولايات المتحدة الأميركية ما تزال عرضة للركود، وهو أمر سيدعم سوق السندات على الأرجح.
تتناقض رهانات صناديق التحوط الهبوطية مع بعض مقاييس الاستثمار الأخرى في السوق؛ إذ أظهر أحدث استطلاع للمعنويات أجراه "بنك أوف أميركا" بلوغ ما يسمى بالمراكز الشرائية في السندات الأميركية طويلة الأجل أعلى مستوياتها منذ 2004 على الأقل، حتى مع تزايد القلق بشأن استمرار ارتفاع التضخم.
مايزال متداولو عقود مبادلة الائتمان يتوقعون خفض الولايات المتحدة لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بنهاية العام.
صناديق التحوط هربت من السندات طويلة الأجل في الوقت المناسب
رجح مصرف "غولدمان ساكس غروب"، بين بنوك أخرى في وول ستريت، أن يكون تأثير أي وقف مؤقت لرفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الحالي على السوق قصير الأمد.
كتب خبراء استراتيجيون في "غولدمان" من بينهم برافين كوراباتي في رسالة للعملاء: "في حالة غياب الركود، نشك أن يتحقق قدر التيسير النقدي المتوقع حالياً... ومازلنا نعتقد أن أسعار الفائدة ستميل نحو الارتفاع مستقبلاً".