تقدم مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" خطوة أخرى في مساره في منطقة السوق الصاعدة يوم الجمعة مع استمرار أسهم التكنولوجيا في ارتفاعها وسط الرهان على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقترب من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة.
أضاف المؤشر المعياري 0.1% إلى قيمته، مع قيادة أسهم التكنولوجيا والشركات الكبرى جلسة أخرى حققت فيها المكاسب، وارتفع سهم "تسلا" بنسبة 4.1% بعد أن أعلنت شركة "جنرال موتورز" الانضمام إلى شبكة شحن بطاريات السيارات التابعة لها. وسجل سهم "نتفلكس" صعوداً بنسبة 2.6% بعد تقرير أفاد بأنها أضافت مشتركين جدداً في الولايات المتحدة بعد حملة ضد ممارسات مشاركة كلمة المرور. وحقق سهم "أدوبي" مكاسب إضافية بنسبة 3.4% وسط حالة الهوس بأسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تجاوز الآن في ارتفاعه نسبة 20% عن أدنى مستوى له في أكتوبر الماضي، وهي علامة منتشرة على تحول السوق إلى اتجاه صعودي، وذلك بعد ارتفاع أسهم التكنولوجيا.
رغم ذلك، يحذّر محللون من إمكانية أن يتوقف صعود المؤشر قبيل قرارات أسعار الفائدة في الأسبوع القادم من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي.
تسبب قراران من بنكين مركزيين هذا الأسبوع بزيادة مفاجئة في أسعار الفائدة في إثارة تكهنات بأن صناع السياسة النقدية قد يضطرون إلى الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
في نفس الوقت، دعمت الأرقام الأميركية التي تشير إلى هدوء سوق العمل الرأي السائد الذي يرجح توقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع الفائدة.
ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأميركية.. هل تهدأ سوق العمل؟
موجة ارتفاع عارضة
قال ستيوارت كايزر، رئيس استراتيجية تداول الأسهم الأميركية في بنك "سيتي غروب"، لتلفزيون "بلومبرغ": "أصبحنا لا نرتاح قليلاً إلى تعاملات أسهم التكنولوجيا. وهناك ندرة في حالات النمو في الأسواق، التي تظهر استعداداً لأن تدفع ثمناً لهذه الندرة". غير أن الموضوع بالنسبة للمستثمرين يتعلق بما يمكن أن يحول ارتفاع السوق "إلى حركة راسخة ومستدامة في الاتجاه الصعودي".
حذّرت سوليتا مارسيلي، رئيسة شؤون الاستثمار في الأميركيتين بشركة "يو بي إس ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management)، من افتراض أن صعود الأسهم مؤخراً يمكن أن يكتسب زخماً.
الأسهم الأميركية مرشحة لخسارة 20% إذا صدقت توقعات السندات
وقالت: "رغم أن كثيراً من المستثمرين يظنون أن اجتياز هذا النقطة يضع الأسواق في منطقة صعودية، فما يزال احتمال أننا أمام موجة ارتفاع عارضة في سوق هابطة خطراً قائماً -أي فترة تحقيق مكاسب قوية تحدث في منتصف اتجاه هبوطي في الأسواق. وحتى تصل السوق إلى أعلى مستوى جديد على الإطلاق، يستحيل علينا أن نعرف إذا كنا قد تجاوزنا قاع السوق الهابطة– أو أدنى مستوى في دورتها".
على صعيد آخر، ارتفعت عوائد سندات الخزانة بعد بيانات التوظيف المخيبة للآمال من كندا. وقد بلغ اقتصاد البلاد نهاية سلسلة الزيادة في أرقام التوظيف التي استمرت ثمانية أشهر مع خسائر طفيفة في الوظائف في شهر مايو، مما يشير إلى ضعف في سوق العمل.
رفع أسعار الفائدة
على صعيد آخر، ارتفعت عوائد سندات الخزانة بعد بيانات التوظيف المخيبة للآمال من كندا. وقد بلغ اقتصاد البلاد نهاية سلسلة الزيادة في أرقام التوظيف التي استمرت ثمانية أشهر مع خسائر طفيفة في الوظائف في شهر مايو، مما يشير إلى ضعف في سوق العمل.
في الوقت الحالي، يراهن المستثمرون في عقود المقايضة على احتمال يقترب من الثلث بأن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، واحتمال بنسبة 90٪ تقريباً برفعها مرة واحدة في شهر يوليو، وذلك بعد الزيادة غير المتوقعة لسعر الفائدة من قبل البنك المركزي في كل من كندا وأستراليا هذا الأسبوع.
في أوروبا، تراجعت الأسهم بعد أن أثرت التوقعات المتشائمة من شركة "كرودا إنترناشيونال" (Croda International) على أداء أسهم صناعة الكيماويات.
توّج مؤشر "نيكاي 225" الياباني الأسبوع التاسع من المكاسب، مرتفعاً بنسبة 2.4%، لأطول سلسلة صعود في أكثر من خمس سنوات.
في أسواق العملة، تواصل انخفاض الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار، حتى بلغت نسبة هبوطها الأسبوعي 10%. وأكمل الرئيس رجب طيب أردوغان التعيينات الرئيسية في فريقه الاقتصادي، الذي من المتوقع أن يتحول إلى تبني سياسات أكثر تقليدية.
