الدافعان الرئيسان لصعود وتيرة التضخم هما رفع أسعار السولار وشحّ الدولار

التضخم في مدن مصر يعاود الارتفاع في مايو مسجلاً 32.7%

سيدات يتجولن في سوق المنيرة للأغذية في حي إمبابة بالجيزة، مصر في 7 يناير 2023. - المصدر: بلومبرغ
سيدات يتجولن في سوق المنيرة للأغذية في حي إمبابة بالجيزة، مصر في 7 يناير 2023. - المصدر: بلومبرغ
إيهاب فاروق
المصدر:

الشرق

عاود التضخم في مدن مصر مساره الصعودي مجدداً في مايو تحت ضغوط رفع الحكومة لأسعار السولار، وشح العملة الصعبة اللازمة للاستيراد، وعودة تكدس البضائع بموانئ أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان.

بحسب بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادر اليوم؛ ارتفعت أسعار المستهلكين في مصر إلى 32.7% خلال مايو على أساس سنوي، مقابل 30.6% في أبريل، أما على أساس شهري؛ فقد زادت وتيرة التضخم إلى 2.7% من 1.7% في أبريل.

كان "البنك المركزي المصري" رفع أسعار الفائدة 800 نقطة أساس خلال عام 2022، بجانب 200 نقطة أساس في شهر مارس الماضي، سعياً لامتصاص موجة التضخم، ومن أجل جذب استثمارات بالعملة الأجنبية لأدوات الدين الحكومية، بعد خروج نحو 22 مليار دولار من البلاد عقب الأزمة الروسية-الأوكرانية. لكنَّ المركزي لم يرفع منذ ذلك الحين معدلات الفائدة برغم ارتفاع مستويات التضخم التي أدت إلى هبوط سعر الفائدة الحقيقي إلى النطاق السلبي، مما حال دون عودة تدفق الأموال الأجنبية إلى أدوات الدين الحكومية المصرية.

يوسف البنا، المحلل المالي في "نعيم المالية"، عزا معاودة ارتفاع التضخم إلى "التأثير المباشر وغير المباشر لارتفاع أسعار الديزل خلال مايو، إلى جانب ارتفاع مؤشر الأغذية في ظل تشوُّه أسعار التبغ في سوق التجزئة المصرية".

قررت مصر الشهر الماضي زيادة سعر السولار (الديزل) جنيهاً واحداً إلى 8.25 جنيه للتر (27 سنتاً أميركياً)، وهو ما يوفر لخزينة الدولة أكثر من نصف مليار دولار سنوياً، فيما أبقت البلاد على أسعار البنزين ثابتة. وعزت الحكومة رفع الأسعار إلى "زيادة الأسعار العالمية للزيت الخام والمنتجات البترولية، وسعر صرف الجنيه أمام الدولار".

تُعتبر هذه هي المرة الأولى التي ترفع فيها مصر أسعار السولار منذ يوليو 2022.

حرّرت مصر عملتها المحلية 3 مرات منذ مارس 2022 حتى يناير الماضي، مما دفع سعر الجنيه المصري إلى الانخفاض أمام الدولار بنحو 25% خلال الربع الأول من 2023، وبنحو 50% منذ مارس من العام الماضي، بداية الأزمة الروسية-الأوكرانية.

رفعت الشركة الشرقية للدخان "إيسترن كومباني"، أواخر شهر مارس، أسعار السجائر الشعبية التي تنتجها في مصر، بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام عالمياً مع تراجع قيمة الجنيه المصري.

تُعدُّ هذه هي الزيادة الثانية التي تُقرها الشركة -المنتج الأكبر للتبغ في البلاد- في أقل من 7 أشهر، إذ أعلنت في سبتمبر الماضي رفع الأسعار بين 1.5 جنيه إلى جنيهين، بعد أن رفعتها في مارس 2022 بقيمة تراوحت بين نصف وجنيه واحد، لكنْ هذه المرة تراوحت الزيادة الجديدة بين جنيه و3 جنيهات للعلبة الواحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك