ارتفعت أسعار النفط مع قرار السعودية بتخفيض إنتاجها، الذي عوضت تأثيره مشاعر تجنب المخاطرة في الأسواق وانتظار المستثمرين حتى التأكد من تنفيذ قرارات التخفيض على أرض الواقع.
استقر خام غرب تكساس الوسيط مرتفعاً بقيمة 41 سنتاً فوق مستوى إغلاق يوم الجمعة، وقد خسر جانباً كبيراً من زيادته بنسبة 5% تقريباً مباشرة عقب تعهد المملكة العربية السعودية بتخفيض مليون برميل يومياً إضافية من إنتاجها في شهر يوليو.
ورفعت المملكة أيضاً أسعار البيع الرسمية لجميع شحناتها في شهر يوليو. غير أن المستثمرين ينتظرون حتى يشهدوا التنفيذ الفعلي لتخفيض المعروض وتحسن معدلات الطلب قبل الإقدام على أي مراهنة كبيرة.
السعودية تخفض طوعياً إنتاجها من النفط مليون برميل إضافية لمدة شهر
قالت ربيكا بابين، متعاملة أولى للطاقة في شركة "سي آي بي سي برايفت ويلث" (CIBC Private Wealth): إن ضعف ردود الفعل على القرار "يعد دليلاً إضافياً على أن المستثمرين في الخام لا يخشون قرارات (أوبك+) بتخفيض الإنتاج باعتبارها محفزات على صعود مستدام في الأسعار. فتقليص الإنتاج يقلل فعلاً من مخاطر هبوط الأسعار لكنه لا يعزز الثقة في أن معدل الطلب يقترب من توقعات النصف الثاني المتفائلة".
بحسب بلومبرغ، ربما يترتب على هذه الخطوة أن تضحي المملكة العربية السعودية بجزء من حصتها السوقية بهدف تحقيق استقرار الأسعار. وفي مقابل ذلك، تعهدت دول أخرى في تحالف "أوبك+" بالحفاظ على تخفيض الإنتاج الحالي حتى نهاية عام 2024، رغم أن روسيا لم تعلن التزامها بتقليص إضافي للإنتاج، وقد ضمنت الإمارات العربية المتحدة حصة إنتاج أعلى في السنة القادمة.
"أوبك+" يمدد اتفاق خفض إنتاج النفط لنهاية 2024
اتفاق تحالف "أوبك+" تحقق بعد خلاف مع الدول الأفريقية الأعضاء بالتحالف يتعلق بكيفية قياس تخفيض الإنتاج لديها، الأمر الذي تسبب في تأخير بدء الاجتماع.
تخفيض الإنتاج الإضافي في الشهر القادم يمكن تمديده، غير أن السعودية سوف تحافظ على السوق في حالة "قلق وتأهب" إزاء حدوث ذلك من عدمه، وفق تصريحات وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان.
أسعار عقود النفط
ارتفعت عقود خام غرب تكساس تسليم شهر يوليو بقيمة 41 سنتاً، مستقرة عند 72.15 دولار للبرميل في نيويورك |
سجلت عقود مزيج برنت تسوية شهر أغسطس صعوداً بقيمة 58 سنتاً، مستقرة عند 76.71 دولار للبرميل |
هبطت أسعار النفط في نيويورك بنسبة 11% في شهر مايو الماضي بسبب ضعف الثقة نتيجة المخاوف المتعلقة بالطلب في الصين.
توقع معظم مراقبي أسواق النفط أن يحافظ تحالف "أوبك+" على معدلات الإنتاج الحالية دون تغيير، بما في ذلك بنك "غولدمان ساكس"، الذي توقع محللوه أن تحافظ كبرى الدول المنتجة على المعدلات الحالية. وقال البنك بعد الاجتماع الذي عقد في فيينا إن الحصيلة النهائية "تفاؤلية بدرجة معقولة".
قالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة "فاندا إنسايتس" (Vanda Insights) في سنغافورة على تلفزيون "بلومبرغ": "قد ترغب السعودية أن يرتفع سعر النفط فوق مستوى 80 دولاراً للبرميل كسعر نموذجي"، في إشارة إلى مزيج برنت. غير أنها استطردت قائلة: إذا ضعف أداء الاقتصاد العالمي، فإن بائعي النفط على المكشوف "سيعودون إلى الأسواق فوراً".