أخفق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأميركي في الحفاظ على مكاسبه الشهرية في آخر جلسة للتداول في شهر مايو، على مرأى من المستثمرين الذين يحاولون تجاوز حاجز القلق.
لم تستطع حتى تصريحات بعض مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الذين ألمحوا من خلالها إلى وقفة مؤقتة محتملة في رفع أسعار الفائدة في يونيو أن تعيد المؤشر مرة أخرى إلى المنطقة الخضراء يوم الأربعاء.
عادت المخاوف المتعلقة بالاقتصاد العالمي مرة أخرى إلى سطح الأحداث، وأثار هبوط أسهم البنوك الإقليمية بعض الدهشة، وتوقف الصعود العنيف لأسهم التكنولوجيا الكبيرة – مع هبوط سهم "إنفيديا" بنسبة تجاوزت 5.5% بعد ارتفاعه إلى ثلاثة أضعاف قيمته هذا العام.
في حين يشكّك كثيرون في "وول ستريت" بأن تتلاشى موجة الحماس لأسهم عمالقة التكنولوجيا في وقت قريب؛ فإنَّ حالة من القلق قد ثارت إزاء حقيقة أنَّ القطاعات الأخرى لم تستطع أن تلحق بها بدرجة معقولة.
قال روبرت شاين، رئيس شؤون الاستثمار في شركة "بلانك شاين ويلث مانجمنت" (Blanke Schein Wealth Management): إنَّ "جانباً كبيراً من ارتفاع سوق الأسهم هذا العام اعتمد على عدد قليل من أسهم التكنولوجيا، وهذه ليست ديناميكية تظهر عادة في بداية صعود السوق. نحن نحتاج إلى مشاركة القطاعات الأخرى، وهذه السوق الضيقة ليست مستدامة على المدى الطويل".
بعد أيام قليلة فقط من اختراقه مستوى 4200 نقطة، أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" دون ذلك المستوى المهم مرة أخرى. وأضعفت خسائر المؤشر يوم الأربعاء نسبة تقدّمه في مايو إلى 0.3%.
يقارن ذلك بارتفاع بنسبة 7.6% في "مؤشر ناسداك 100"، الذي تمتع بأطول سلسلة مكاسب شهرية منذ ديسمبر 2021، وارتفاع بنسبة 17% في مؤشر الشركات العملاقة مثل "تسلا" و"أبل".
في نهاية التعاملات، تراجعت أسهم "سيلزفورس" (Salesforce) بعد أن أعلنت شركة البرمجيات توقُّعات مخيبة للآمال عن مبيعاتها المستقبلية، مما أثار مخاوف من أنَّ تركيزها مؤخراً على الأرباح قد يعيق نمو الإيرادات. حققت شركة "نورد ستورم" (Nordstrom) مكاسب بعد أن جاءت الإيرادات والأرباح الفصلية لسلسلة البيع بالتجزئة أعلى قليلاً من التقديرات.
إشارة الوقفة المؤقتة
قلصت الأسهم خسائرها فترة وجيزة بعد أن أشار عضو مجلس حكام بنك الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون إلى أنَّ البنك المركزي يميل إلى تثبيت أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في يونيو لمنح صنّاع السياسة النقدية مزيداً من الوقت لتقييم التوقُّعات الاقتصادية. وردد تصريحاته رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر، الذي قال: "أعتقد أنَّه يمكننا تجاوز رفع الفائدة في اجتماع واحد".
شاهد المستثمرون آخر التطورات في ملحمة سقف الديون الأميركية. تخطى الاتفاق الذي أبرمه رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي والرئيس جو بايدن عقبة رئيسية في مجلس النواب، وهياً التشريع التوافقي لأن يمر ليلة الأربعاء حيث تقترب الولايات المتحدة بسرعة من الموعد النهائي في 5 يونيو لتجنب التخلف عن سداد ديونها.
أشار شاين إلى أنَّه في حين أنَّ الجمع بين صفقة سقف الديون وتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي مؤقتاً عن رفع الفائدة يمكن أن يدفع السوق إلى الارتفاع؛ فإنَّ أي قوة ستكون قصيرة الأجل بينما يضع المستثمرون في حسابهم تقديرات منخفضة للأرباح.
قال مارك هاكيت، رئيس أبحاث الاستثمار في "نيشن وايد" (Nationwide): "أولئك الذين يخططون لارتفاع الأسهم بعد تمرير زيادة سقف الديون قد يصابون بخيبة أمل، سيحتاج ارتفاع الأسهم مستقبلاً إلى تحسين بيانات الاقتصاد وتحول في ثقة المستثمرين".
ضعفاء للغاية
بالنسبة إلى جوناثان كرينسكي من شركة "بي تي آي جي" (BTIG)؛ ما تزال الأسهم "ضعيفة للغاية" مع دخول السوق في الشهر الأخير من الربع الثاني.
أضاف كرينسكي: "الآن، يدرك الجميع جيداً مشكلة سعة السوق، ونعتقد أنَّ يونيو سيظهر المخاطر عندما يظل الضعيف ضعيفاً، ويتراجع القوي إلى أسفل".
من أخبار الشركات الأخرى؛ انخفض سهم شركة "هيوليت باكارد إنتربرايز" بنسبة 7.1% بعد أن توقَّعت إيرادات للربع الحالي أقل من تقديرات المحللين. وانخفض سهم "أدفانس أوتو بارتس" (Advance Auto Parts) بنسبة 35% وسط توقُّعات تشاؤمية. وارتفع سهم مجموعة "أميركان إيرلاينز" بنسبة 1.1% بعد أن عززت توقُّعاتها للأرباح.
على صعيد آخر؛ ارتفع الدولار، مما جعل السلع التي تقوم أسعارها بالعملة الأميركية أعلى تكلفة للمستثمرين الأجانب. وعمّق خام غرب تكساس الوسيط انخفاضه إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت في بورصة "إنتركونتننتال إكستشينغ" (ICE).