ارتفعت الأسهم في الولايات المتحدة يوم الخميس بعد صعود أسهم الشركات المرتبطة بجنون الذكاء الاصطناعي، وتفوق تأثير ذلك على تأثير مخاوف السوق الأخرى، بما فيها احتمال تعثر البلاد في سداد ديونها.
تقدّم مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.9%، بينما ارتفع مؤشر "ناسداك 100"، الذي يعطي وزناً نسبياً أعلى لأسهم التكنولوجيا، بنسبة 2.5% بعد إعلان شركة "إنفيديا" عن توقُّعاتها القوية للمبيعات، التي أطلقت شرارة الصعود في أسهم قطاع التكنولوجيا.
حلق سهم "إنفيديا" بنسبة 24% بعد أن فاجأت توقُّعاتها المرتبطة بالذكاء الاصطناعي أكثر المحللين تفاؤلاً في "وول ستريت"، مما دفع القيمة السوقية للشركة إلى مشارف تريليون دولار.
استمر هذا الحماس الجنوني للذكاء الاصطناعي أيضاً في تعاملات ما بعد الإغلاق، عندما أعلنت شركة "مارفل تكنولوجي" (Marvell Technology) أنَّ إيراداتها من قطاع التكنولوجيا في عام 2024 سوف تتضاعف على أقل تقدير مقارنة بعام 2023.
تعتبر هذه المكاسب علامة أخرى على أنَّ المستثمرين مستعدون لتكثيف استثماراتهم في أسهم التكنولوجيا الواعدة، برغم تزايد القلق إزاء اقتصاد الصين والاحتمال الكارثي بأن تتعثر الولايات المتحدة في سداد ديونها.
حذرت مؤسسة "فيتش ريتينغز" من أنَّ تصنيف الولايات المتحدة الائتماني عند "AAA" عرضة للخطر، على الرغم من أنَّها ما زالت تتوقَّع أن يتوصل السياسيون إلى اتفاق قبل فوات الأوان.
قالت لويز جودي ويلميرينغ، الشريكة في شركة "كريوي أدفايزرز" (Crewe Advisors): "أمام أزمة سقف الديون وتأثير الذكاء الاصطناعي؛ كل شيء آخر يتضاءل نوعا ما".
رهان رفع أسعار الفائدة
ارتفعت عوائد أذون الخزانة التي تستحق في أوائل الشهر المقبل مع استمرار المستثمرين في المطالبة بعلاوة مخاطر على الأوراق المالية التي يعتبرونها أكثر عرضة لخطر عدم السداد إذا استنفدت الحكومة قدرتها على الاقتراض. ويضيف الجدال في واشنطن إلى المخاطر التي يتحسب لها مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي وهم يفكرون في وقف زيادة أسعار الفائدة مؤقتاً.
يراهن المتعاملون الآن على زيادة الفائدة ربع نقطة مئوية أخرى خلال اجتماعي السياسة النقدية المقبلين بعد صدور بيانات متباينة يوم الخميس، بما في ذلك ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي المعدل للربع الأول وانخفاض طلبات إعانة البطالة إلى مستوى أقل من المتوقَّع.
قال جيل غيبوت، رئيس استراتيجية الأسهم الأوروبية في شركة "أكسا إنفستمنت مانيدجرز" (Axa Investment Managers): "كانت (إنفيديا) مفاجأة سارة في الليلة الماضية، ولكن على مستوى أشمل، لا توجد أسباب كثيرة تدفع السوق لمواصلة الارتفاع، فأسعار الفائدة لا تنخفض، والنمو الاقتصادي العالمي لا ينتعش، وأرباح العام بأكمله تبدو ثابتة، وتقييمات الأسهم عند مستوى مرتفع بدرجة معقولة".
أسباب القلق في آسيا
في أخبار الشركات، ارتفع سهم شركة "ديش نتورك" (Dish Network) بنسبة 7.1% بعد تقرير عن مفاوضات لعرض مشروعات للهاتف المحمول على "أمازون". وانخفض سهم شركة "سنوفليك"(Snowflake) بنسبة 17% بعد أن خفّضت شركة برامج الحوسبة السحابية إيرادات منتجاتها المتوقَّعة خلال العام بأكمله. وتراجع سهم شركة "كوستكو هولسيل" (Costco Wholesale) في تداولات ما بعد السوق حيث جاءت مبيعات الربع الثالث أقل من التقديرات.
على صعيد آخر، في الأسواق الآسيوية، استمرت ثقة المستثمرين في التدهور. وانخفض مؤشر "هانغ سنغ" بنسبة 1.9%، واخترق اليوان مستوى 7 يوانات مقابل الدولار الذي يراقبه المستثمرون مراقبة دقيقة.
مصدر القلق الرئيسي للمستثمرين يتمثل في أنَّ الاقتصاد الصيني يفقد قوته الدافعة، وهناك مشاكل مالية مستمرة في قطاع العقارات. وتشير البيانات الأخيرة إلى أنَّ نمو الناتج المحلي الإجمالي هذا العام سيكون أقرب إلى هدف الحكومة البالغ حوالي 5%، على عكس التوقُّعات بتجاوز هذا المستوى بكثير في وقت سابق من هذا العام.
في الوقت نفسه، عزز المستثمرون رهانهم على أنَّ بنك إنجلترا سيواصل رفع أسعار الفائدة بعد قراءة قوية بشكل غير متوقَّع لمعدل التضخم في المملكة المتحدة يوم الأربعاء. وتراهن أسواق المال الآن على زيادة الفائدة بأكثر من 100 نقطة أساس بحلول شهر ديسمبر. وأنهى مؤشر الأسهم الأوروبية "ستوكس 600" اليوم منخفضاً بنسبة 0.3%.