عززت ليبيا إنتاجها من النفط، فقد وصلت لأكثر من مليون برميل يومياً، بعد حرب أهلية تسبَّبت في إغلاق صناعة الطاقة بالدولة الواقعة في شمال إفريقيا منذ بداية العام.
وعملت ليبيا التي تمتلك أضخم احتياطيات من النفط الخام في إفريقيا، على زيادة إنتاجها منذ تنفيذ هدنة الشهر الماضي بين القوات المتناحرة.
وصعد إنتاج الدولة من النفط إلى 800 ألف برميل يومياً ، مع بداية نوفمبر قبل أن تعلن شركة النفط الوطنية على موقعها الإلكتروني يوم السبت أنَّ الإنتاج قد تجاوز مستوى مليون برميل الآن ، وهو الأعلى منذ ديسمبر الماضي.
كانت ليبيا تنتج أقل من 100 ألف برميل يومياً في مطلع شهر سبتمبر. وفاجأت متداولي النفط بعودتها إلى مصاف المنتجين، مما أدى إلى زيادة الضغوط على أسعار النفط الخام، الذي يعاني مع تجدد الإغلاق في أوروبة بسبب الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا الذي كبت استخدام الطاقة.
كما انخفض سعر خام برنت 40 % منذ بداية العام، وانتهى الأسبوع الأخير عند مستوى 39.45 دولاراً للبرميل.
وقالت شركة النفط الوطنية " إنَّها ربما لن تكون قادرة على الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية، وقد تنخفض أو تتوقف حال ظهور أية معوقات لجهود التعاون من أجل زيادة الإنتاج" .
وتعاني الشركة من نقص السيولة اللازمة لإصلاح منشآتها النفطية المتداعية، كما يمثِّل انخفاض أسعار النفط الناتج عن تداعيات جائحة كورونا عقبة أساسية أمام الإيرادات.
وتمثِّل براميل النفط الليبية الإضافية تعقيدات لاتفاق (أوبك +) الذي يقضي بالتعاون بين منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، ودول من خارجها، وعلى رأسها روسية, وذلك من أجل خفض المعروض من النفط بما يتناسب مع تراجع الطلب العالمي.
وينتهي اتفاق خفض الإنتاج في يناير المقبل، ليرتفع المعروض العالمي بواقع 2 مليون برميل يومياً، وهو ما قد تراجعه مجموعة (أوبك+) قبل نهاية العام الجاري للتعاطي مع المتغيرات الجديدة المتمثِّلة في تجدد الإغلاق الاقتصادي في العديد من دول أوروبا من أجل السيطرة على معدَّلات انتشار فيروس كورونا في القارة العجوز، إذ يتوقَّع أن يتمَّ خفض الإنتاج حتى الربع الأول من 2021.
وتهدف ليبيا للوصول إلى إنتاج 1.3 مليون برميل يومياً مع بداية عام 2021، وفق خطة إعادة الإنتاج المعلنة في الشهر الماضي في الوقت الذي أكَّد فيه (مصطفى صنع الله ) رئيس مجلس إدارة شركة النفط الوطنية في وقت سابق، بأنَّه على الرغم من النزاع الدائر في ليبيا الذي يعفيها من تخفيض الإمدادات،سيتمُّ التنسيق مع دول (أوبك +).
