ارتفع النحاس إلى أعلى مستوى له منذ عام 2012 حيث ساعدت الحالة المزاجية للمخاطرة في الأسواق العالمية على رفع الأسهم والضغط على الدولار.
وارتفعت الأسعار بناء على حالة التفاؤل التي سادت بشأن انتعاش النمو العالمي على خلفية استخدام لقاحات كورونا، حيث وصلت نسبة الارتفاع إلى 5.3% الأسبوع الماضي في بورصة لندن للمعادن، وهو ما يعد أكبر مكسب منذ شهر يوليو. جاءت مكاسب أمس الإثنين نتيجة لارتفاع الأسهم الآسيوية إلى مستويات جديدة وتراجع عملة الدولار، ما عزز من القوة الشرائية لدى المستهلكين الذين يستخدمون العملات الأخرى.
رهانات على اللقاح لدعم الأسعار
وارتفع سعر المعدن، الذي يستخدم في الأنابيب والأسلاك، بشكل طفيف رغم مساهمة العطلات الرسمية في الصين والولايات المتحدة في ضعف ظروف التداول.
وبينما تهدد سلسلة فيروس كورونا الجديدة بتعكير التوقعات، إلا أن المستثمرين يعتمدون على إنفاق الحكومة الأمريكية وإطلاق لقاح فيروس كورونا، في تعزيز الانتعاش الاقتصادي.
وقال كولين هاميلتون، العضو المنتدب لأبحاث السلع في "بي إم أو كابيتال ماركتس ليميتيد" عبر الهاتف من لندن: "هناك مزاجٌ محفوف بالمخاطر في جميع أنحاء السوق، سواء كان ذلك في النفط أو الأسهم أو المعادن. إنها واحدة من تلك الأسواق
التي تعتبر فيها الأخبار السيئة أخباراً جيدة".
وارتفعت أسعار بورصة لندن للمعادن بقوة خلال إغلاق الأسواق الصينية في عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، فيما يتوقع المستثمرون أن الانخفاض المعتاد في إنتاج المصانع خلال الفترة قد يكون أقل حدة هذا العام بسبب القيود المفروضة على السفر.
كما تم إغلاق الأسواق الأمريكية لعطلة "يوم الرئيس" الرسمية التي وافقت يوم الإثنين، بينما أغلقت البورصات في الصين وهونغ كونغ وتايوان أيضاً، على أن يتم إعادة فتح الأسواق الصينية يوم الخميس.
تأثير "كورونا" على إنتاج النحاس في 2021
وتشير إرشادات الإنتاج من أكبر 25 منتجاً للنحاس إلى أن السوق قد يمر بعجز كبير هذا العام، على افتراض "أن السيناريو الخاص بتحقيق ارتفاع قدره 5% في الطلب قد لا يحدث" وفقاً لغرانت سبور وآندرو كوسغروف، محللي "بلومبرغ إنتيليجينس".
ولكن على ما يبدو أن النحاس في طريقه بشهر فبراير إلى تسجيل مكاسب شهرية لمدة 11 شهراً على التوالي.
وقال غافين ويندت، كبير محللي الموارد في شركة "ماين لايف بي تي واي" MineLife Pty، إن ارتفاع سعر النحاس "مدفوع بمجموعة من العوامل الإيجابية تشمل توقعات التضخم المتزايدة الناجمة عن برامج التحفيز الأمريكية، وانخفاض عملة الدولار، والانخفاض التاريخي للمخزونات".
"إلا أنه من المتوقع أن يتأثر إنتاج النحاس في عام 2021 سلباً بوباء كورونا في عدد من الدول المنتجة الرئيسية للمعدن في أمريكا الجنوبية"، بحسب ويندت.
وارتفع سعر النحاس بنسبة 0.9% إلى 8406 دولارات للطن في بورصة لندن للمعادن، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2012، قبل تقلص المكاسب ليتم تداوله عند 8377 دولاراً مساءً في لندن.
واختلطت نسب ارتفاعات أسعار المعادن الأخرى حيث ارتفع القصدير بنسبة 1.4% بعد أن سجل ارتفاعاً أسبوعياً غير مسبوق في الأسبوع الماضي، وذلك لمدة 15 أسبوعاً متتالياً، بينما تراجع سعر الألمنيوم.