انخفض مؤشر على أداء الأسهم الآسيوية متأثراً بأسهم الصين وسط ضعف أداء أسهم التكنولوجيا المدرجة في بورصة هونغ كونغ. وارتفعت العقود الآجلة على الأسهم الأميركية، مدفوعة بآمال توصل أعضاء الكونغرس في واشنطن إلى اتفاق يجنّب الولايات المتحدة أول تعثر في سداد التزاماتها.
حققت أسعار الأسهم في أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان تقدماً، مع ارتفاع مؤشر "توبكس" إلى مستوى يضعه على مسار تحقيق أفضل أسبوع منذ نوفمبر الماضي، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً هو الأعلى في 33 عاماً.
جاءت أسهم مجموعة "على بابا غروب هولدينغ" من بين أكثر الأسهم هبوطاً في هونغ كونغ بعد تدهور مبيعاتها دون مستوى التوقُّعات، فأضافت بذلك علامات أخرى تشير إلى تهاوي قوة انتعاش الاقتصاد في الصين في مرحلة ما بعد الوباء.
واصل اليوان الصيني تراجعه، حتى اندفعت أسعار عملة المعاملات الخارجية إلى مستويات لم تشهدها منذ أواخر العام الماضي.
قال أشيش شاه، رئيس شؤون الاستثمار في شركة "غولدمان ساكس أسيت مانجمنت" (Goldman Sachs Asset Management) على تلفزيون "بلومبرغ": "إنَّ الانتعاش في الصين يتباطأ، غير أنَّنا جميعاً لم نتوقَّع أن يتراجع في خط مستقيم – بل أن يتباطأ في موجات".
أضاف أنَّه مع تباطؤ النشاط الاقتصادي؛ فإنَّ البنك المركزي في الصين "سوف يضطر إلى تبني سياسة نقدية توسعية في الفترة المقبلة".
تقدمت عقود "ستاندرد آند بورز 500" الآجلة بعد أن أنهى المؤشر يوم الخميس عند أعلى مستوى له في تسعة أشهر. وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك 100"، الذي يعطي وزناً نسبياً أعلى لأسهم التكنولوجيا، بعد أن ارتفع بنسبة 2% تقريباً في صعود دفع مؤشر الخوف في "وول ستريت"، مؤشر التقلب "Cboe"، نحو الهبوط.
عوائد السندات والتضخم
ارتفعت عوائد السندات في أستراليا ونيوزيلندا، بينما استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد عمليات بيع يوم الخميس التي دفعت العائد إلى أعلى وسط تكهنات بأنَّ مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى الحفاظ على تكاليف الاقتراض عند مستوى أعلى لفترة طويلة، بسبب استمرار ارتفاع التضخم.
لم يطرأ أي تغيير يذكر على مؤشر الدولار الأميركي بعد أن صعد بمعدل هو الأعلى في شهرين في الجلسة السابقة.
قالت بيليتا أونغ من شركة "دالتون إنفستمنتس" (Dalton Investments)، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "إنَّ تراجع التضخم من 9% في ذروته إلى 5% في أحدث الأرقام المنشورة يسمح لـ(مجلس الاحتياطي الفيدرالي) بوقفة مؤقتة، خاصة عندما يقترن بالضعف الذي رأيناه في بيانات التوظيف، وكذلك أزمة البنوك التي أدت على ما يبدو إلى تشديد شروط الائتمان".
يخطط رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر للتصويت في الأيام المقبلة على اتفاق بين الحزبين لتجنب تعثر الولايات المتحدة في سداد ديونها. وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين للرؤساء التنفيذيين في البنوك إنَّ الفشل في رفع سقف الديون سيكون "كارثياً" على النظام المالي، مؤكدة أنَّه يجب معالجة الأمر دون تأخير.
في آسيا، ارتفع الين بشكل طفيف بعد تسارع التضخم في اليابان في أبريل بعد أشهر من التراجع. وقد يتسبب ذلك في استمرار التكهنات بأنَّ البنك المركزي قد يضطر إلى مراجعة توقُّعاته للأسعار بعد أن أدى تراجع التوقُّعات بعودة السياسة النقدية إلى طبيعتها في الجلسة السابقة إلى ملامسة العملة أضعف مستوى لها هذا العام مقابل الدولار.
تراجع حجم تداول الأسهم الصينية في البر الرئيسي وفي هونغ كونغ مع عودة تركيز المستثمرين على ضعف الأداء الاقتصادي في البلاد.
أثر ذلك على أسعار السلع الأساسية، حيث يتجه "مؤشر بلومبرغ للسلع الأولية" إلى أن يشهد انخفاضاً أسبوعياً للمرة الخامسة، في أطول سلسلة هبوط من نوعها منذ سبتمبر.
استفادت أسعار النفط من بعض مشاعر الإقبال على المخاطرة، وتستعد لتسجيل أول تقدم أسبوعي لها منذ ما يزيد على شهر.
رهانات سعر الفائدة الفيدرالي
في غضون ذلك، رفع المتعاملون رهاناتهم إلى حوالي 40%، على أنَّ البنك المركزي الأميركي سيقرر زيادة سعر الفائدة في يونيو بعد أن قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس لوري لوغان إنَّ مبررات الوقفة المؤقتة في الشهر المقبل غير واضحة.
في تصريحات مناقضة، عرض عضو مجلس حكام البنك المركزي فيليب جيفرسون وجهة نظر الحمائم التي تدعو إلى التريث والصبر.
ينتظر أن تنتهي صلاحية حوالي 1.7 تريليون دولار من عقود المشتقات المرتبطة بالأسهم والمؤشرات اليوم الجمعة، وفقاً للبيانات التي جمعها جون مارشال، المحلل الاستراتيجي في مجموعة "غولدمان ساكس غروب".
هذا الحدث الشهري، المعروف اختصاراً باسم "أوبكس" (OpEx)، عادة ما يلزم المستثمرين إما بتمديد مراكزهم القائمة، أو أن يبدأوا مراكز جديدة. وينطوي ذلك عادة على تعديلات في محفظة الاستثمارات، تؤدي إلى ارتفاع حجم التداول، وتقلبات مفاجئة في الأسعار.
