انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا لأشهر الشتاء وسط حالة من ضعف الطلب، وفي ظل وجود مخزونات أعلى من المعتاد لدى القارة، مما يسهل عليها الاستعداد لموسم التدفئة المقبل.
تراجعت العقود المستقبلية الهولندية المعيارية تسليم فبراير بنحو 8.5% - وهي أكبر نسبة في أربعة أشهر - إلى حوالي 51 يورو لكل ميغاواط / ساعة. كما تراجعت الأسعار لشهري ديسمبر ويناير.
تتقلص الآن علاوة أسعار الغاز لأشهر الشتاء بعدما ارتفعت في الأسابيع الأخيرة، وذلك وسط التعافي الضعيف للطلب. هناك أيضاً ثقة متزايدة في أن السوق ستكون قادرة على تحمل أي صدمات محتملة، بعد ارتفاع الأسعار عدة مرات العام الماضي، عندما خفّضت روسيا الإمدادات في أعقاب الحرب الأوكرانية.
قال فرانشيسكو مارتوتشيا، المحلل في بنك "سيتي غروب": "حالياً، يجب أن تكون أوروبا مستعدة بسهولة لسد احتياجات التخزين لفصل الشتاء، خاصة إذا كان النشاط الاقتصادي بطيئاً، كما تغيرت معدلات الطلب عدة مرات، مما سمح للصناعات بالتأقلم حقاً مع زيادة أسعار الغاز".
مخزونات أكثر من المعتاد
تبدو مخزونات الغاز في أوروبا مرتفعة بشكل غير معتاد، حيث يمتلئ 63% منها، وذلك بعد شهر من الإمدادت الصافية وتدفق الغاز الطبيعي المسال. كما انخفضت عقود التسليم للشهر الأول بأكثر من النصف منذ بداية هذا العام وسط استقرار العرض والطقس المعتدل ومساهمات أقوى من المتوقع في توليد الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة.
وفقاً لروزالين هالس، المحللة البحثية في مؤسسة "وود ماكنزي" (Wood Mackenzie) كان الطلب على الغاز الصناعي في أوروبا من يناير إلى أبريل أقل بنسبة 20% من متوسط الخمس سنوات، ورغم أن بعض الدول عوضت الانخفاض في الاستهلاك، إلا أن ذلك ليس مؤشراً على حدوث انتعاش كامل، ووصفت هالس الأمر في بريد إلكتروني بقولها: "ما حدث يمكن وصفه بأنه تمهيد للانتعاش التدريجي".
مع ذلك، يتطلع المتداولون إلى إمكانية زيادة استخدام الغاز في الأسابيع المقبلة إذا أصبح الطقس أكثر سخونة، حيث يمكن أن يعني ذلك زيادة استهلاك الوقود لتشغيل تكييف الهواء البارد، كما تسعى شركات الطاقة إلى تجديد مخزونات الغاز قبل الشتاء. وينصب التركيز أيضاً على المخاطر المحتملة في الشتاء المقبل، بما في ذلك تغير أحوال الطقس والانتعاش المفاجئ في واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال.
تقليل الاعتماد على الطاقة الروسية
تتخذ مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي خطوات أكثر لتقليل اعتمادها على واردات الطاقة الروسية. تسعى المجموعة، التي ستجتمع في اليابان في وقت لاحق من هذا الأسبوع، إلى منع إعادة فتح الطرق التي قطعت فيها روسيا الإمدادات، وفقاً لمسودة بيان اطلعت عليها "بلومبرغ".
في الإطار ذاته، يناقش الاتحاد الأوروبي حزمة العقوبات الحادية عشرة، والتي قد تشمل حظراً رسمياً على الجزء الشمالي من خط أنابيب النفط دروغبا الشمالي من روسيا، حسبما ذكرت "بلومبرغ" في أخبار سابقة. يحتاج أي حظر من الاتحاد الأوروبي إلى الموافقة عليه بالإجماع من كل الدول الأعضاء.
يذكر أن تداول الغاز الهولندي للشهر الأول -هو المعيار القياسي في أوروبا- شهد تغيراً طفيفاً ووصل لـ32.80 يورو لكل ميغاواط/ ساعة بحلول الساعة الواحدة ظهراً في أمستردام، بالقرب من أدنى مستوياته التي شهدتها منذ يوليو 2021. كما تراجعت عقود الغاز النظيرة لها في المملكة المتحدة.