يُضطرّ مشترو النفط الآسيويون والأوروبيون إلى دفع أسعار باهظة للنفط الخام الأقل جودة والأقذر، إذ تحدّ العقوبات على روسيا وتخفيضات إنتاج "أوبك+" من توافر هذه الدرجات.
جاء هذا التحول بمثابة مفاجأة للتجار، إذ إن أسعار النفط الخام الأقل كثافة، أو الخفيف، عادة ما تكون أعلى، لسهولة معالجته وتحويله إلى وقود أكثر قيمة، كما أن عملية إزالة الكبريت منه تُعتبر أقل تكلفة.
في إجراء نادر، ستبيع شركة "أرامكو" السعودية مجموعة النفط العربي الخفيف جدّاً بسعر أقل من النفط العربي الخفيف، لآسيا الشهر المقبل، كما تقلصت الفجوة السعرية بين اثنين من أكثر أنواع خامات أبوظبي تداولاً، التي تتنوع من حيث الجودة، بطريقة حادة الشهر الجاري.
تسبب الحظر المفروض على نفط الأورال الروسي الرئيسي، وتعطل تدفقات الخام من كردستان العراق، في هذه الحالة غير الاعتيادية، جرَّاء ارتفاع أسعار درجات الخام متوسط الحموضة. وفي المقابل ظلّت إمدادات النفط الخام الأخفّ قوية، مع استمرار تدفُّق براميل الخام من المنتجين في الولايات المتحدة وكازاخستان، وحتى أفريقيا.
ألقت هذه العوامل بثقلها على درجات مثل خام مربان في أبوظبي بخاصة، إذ قلّص البائعون علاوات الأسعار للعقود الفورية لجعله قادراً على المنافسة، حسب تجار يشترون ويبيعون تلك البراميل.
أوضح التجار أن عقود خام مربان للتسليم في يوليو المقبل، تُناقَش بعلاوة سعرية تبلغ نحو 1.70 دولار للبرميل مقارنة مع خام دبي، في حين أن درجة زاكوم العلوي الأثقل وذات معدل الكبريت الأعلى، أرخص بصورة طفيفة، إذ تبلغ العلاوة السعرية 1.60 دولار مقارنة بخام دبي. وأضافوا أن الخام العماني، وهو أيضاً أثقل من خام مربان، يُتداول بعلاوة سعرية تبلغ نحو 1.50 دولار فوق خام دبي.
تراجع الطلب أيضاً على خام مربان، مع هبوط أرباح تحويل الديزل إلى موادّ بترولية، الأمر الذي جعل بعض مصافي التكرير الآسيوية يدرس تخفيض أسعار المعالجة، مع الإشارة إلى أن هذه الدرجة تُستخدم لإنتاج كثير من الوقود المستخدم في الصناعية والنقل.
