تراجعت أرباح شركة أرامكو السعودية في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 19.25% ليبلغ صافي الدخل 119.5 مليار ريال سعودي (31.88 مليار دولار)، متأثرة بهبوط أسعار النفط مقارنة بالربع المقابل من العام الماضي، وكذلك خفض الإنتاج التزاماً بقرار تحالف "أوبك+".
زياد المرشد، النائب التنفيذي للرئيس وكبير الإداريين الماليين في "أرامكو"، أكّد بمقابلة مع "اقتصاد الشرق" أنه رغم تذبذب أسعار الخام، فإن وضع الشركة "قوي" مقارنةً بباقي عمالقة النفط العالميين كون "تكلفة الإنتاج لدينا منخفضة".
كما نوّه بـأن "أرامكو" تعتمد على 3 ركائز لتحقيق الاستقرار المالي، تتمثل بالانضباط المالي، والقدرة على تنويع مصادر التمويل، وتحسين الهيكل الرأسمالي للمحافظة على تصنيف استثماري عالي.
كان متوسط توقعات المحللين لنتائج أعمال الفصل الأول من العام الجاري، لأكبر شركة منتجة للنفط في العالم، يشير إلى تراجع الأرباح بنسبة 12.9% لتصل إلى 123.7 مليار ريال، بحسب بيانات بلومبرغ.
بحسب بيان صادر عن الشركة اليوم، بلغت إيرادات "أرامكو" في الربع الأول 417 مليار ريال مقابل 476 مليار ريال في الربع المقابل من العام الماضي بتراجع 10.5% تقريباً.
جاء تراجع الإيرادات نتيجة انخفاض أسعار النفط خلال الربع الأول من العام الجاري بأكثر من 5% ونحو 40% مقارنة بأعلى سعر حققه الخام في مارس 2022 مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما انعكس على إيرادات "أرامكو" خفض السعودية إنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يومياً اعتباراً من الأول من نوفمبر ضمن قرار تحالف "أوبك+". وبعدها خفضت المملكة طوعياً إنتاجها من الخام بمقدار 500 ألف برميل إضافية بدءاً من مطلع مايو الحالي، بما يتوقع أن يكون له تأثير إضافي على إيرادات "أرامكو" في الربع الثاني، في حال استمر سعر النفط عند مستوياته الحالية.
توزيعات الأرباح
أوصت "أرامكو" بتوزيع أرباح نقدية بقيمة 73.16 مليار ريال (19.51 مليار دولار) على مساهميها عن الربع الأول بواقع 0.3 ريال للسهم.
كانت الجمعية العامة للشركة وافقت يوم أمس الإثنين على زيادة رأس المال بقيمة 15 مليار ريال تمول من الأرباح المبقاة بواقع سهم مجاني لكل 10 أسهم قائمة، ليصل رأسمال الشركة بعد الزيادة إلى 90 مليار ريال.
المرشد أوضح لـ"اقتصاد الشرق" الآلية الجديدة لتوزيع أرباح ربعية على المساهمين، المرتبطة بالأداء، وذلك بالإضافة إلى الأرباح الأساسية المستدامة التي تقوم الشركة بتوزيعها حالياً وتنوي المحافظة عليها.
وأفصح أن "أرامكو" تهدف لأن تبلغ تلك الأرباح المرتبطة بالأداء ما نسبته 50% إلى 70% من التدفقات النقدية الحرة السنوية لمجموعة "أرامكو السعودية"، وذلك بعد خصم توزيعات الأرباح الأساسية وأي مبالغ أخرى بما فيها الاستثمارات الخارجية.
النفقات الاستثمارية
على ضوء هذه النتائج، ارتفعت أسهم "أرامكو" بنسبة 7% إلى 34.90 ريال في بداية تعاملات اليوم بالسوق السعودية، قبل أن تقلص مكاسبها بحوالي النصف. لكنها ما زالت في أعلى مستوى منذ منتصف سبتمبر الماضي. اكتسبت الأسهم أكثر من 15% منذ بداية العام متفوقة على كبرى الشركات النفطية العالمية مثل "إكسون موبيل" و"شيفرون" و"شل". فيما يبلغ متوسط توقعات المحللين للسعر المستهدف لسهم "أرامكو" خلال 12 شهراً 36.49 ريال، وفق بيانات بلومبرغ.
ترى "أرامكو السعودية" أن النفط والغاز سيظلان جزءاً مهماً من مزيج الطاقة العالمي في المستقبل المنظور، وتعتزم الشركة زيادة الاستثمار لاقتناص فرص النمو الفريدة وتحقيق القيمة للمساهمين على المدى البعيد.
أشارت الشركة إلى أن النفقات الرأسمالية خلال الربع الأول بلغت 32.8 مليار ريال سعودي (8.7 مليار دولار) ، كما بلغت الاستثمارات الخارجية 9.9 مليار ريال.