شهدت العقود الآجلة للنفط جلسة عنيفة وانهارت أسعارها إلى أدنى مستوى منذ عام 2021 في افتتاح فوضوي قبل أن تمحو جميع خسائرها ويجري تداولها عند مستويات مرتفعة.
خسرت عقود خام غرب تكساس الوسيط في بداية التداول نحو 7.2% من قيمتها وسط مخاوف تعرض الطلب إلى ضربة عنيفة بسبب ركود وشيك للاقتصاد في الولايات المتحدة. لكنَّ هذا الانهيار السريع في الأسعار انحسر تدريجياً، ثم تحول تماماً إلى مكاسب بحلول منتصف الجلسة الصباحية في آسيا.
قالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة الاستشارات "فاندا إنسايتس" (Vanda Insights) في إشارة إلى موجة البيع الكثيفة: "هي موجة بيع مذعورة مرة أخرى، ضاعف من تأثيرها التداول اللوغاريتمي، بلا شك".
تراجعت أسعار النفط بنسبة 14% هذا العام، كاشفة عن أنَّ خطة منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها لاستعادة السيطرة على السوق عبر تخفيض الإنتاج بداية من الشهر الجاري لا تحقق أهدافها حتى الآن. وقد نتجت خسائر النفط عن مخاوف تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، مما قد يضر بالطلب على الطاقة.
تراجع إنتاج "أوبك" في أبريل بعد توقف خط أنابيب عراقي وإضراب في نيجيريا
قال محللا شركة "إيه إن زي غروب هولدينغز" (ANZ Group Holdings) براين مارتن ودانيال هاينز في مذكرة: "أدت مخاوف ضعف النمو في الاقتصادات الكبرى إلى تعرّض السلع لمزيد من الضغوط الهبوطية، ويرجح أن تظل المعنويات متشائمة في سوق النفط".
أسعار عقود النفط
ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر يونيو بنسبة 0.4%، إلى 68.90 دولار للبرميل في تمام الساعة 11:53 صباحاً في سنغافورة. وقد انخفضت الأسعار بنسبة 7.2% في بداية جلسة التداول قبل أن يسترد النفط خسائره ويرتفع. |
سجلت عقود مزيج برنت تسوية شهر يوليو صعوداً بنسبة 0.6% إلى 72.28 دولار للبرميل. |
تراجع الطلب في أميركا
في الولايات المتحدة، أظهر تقرير حكومي يوم الأربعاء انخفاض الطلب على البنزين وتضخم معروض الوقود. وانخفض الطلب على وقود الطائرات، بينما ظل أعلى قليلاً من مستويات العام السابق.
تعرّض النفط أيضاً لضغوط في عام 2023 مع تدفقات الخام الروسي التي أثبتت أنَّها أقوى مما كان متوقَّعاً، وذلك برغم مجموعة العقوبات الغربية التي فرضت بعد غزو أوكرانيا من ناحية، وتعهد موسكو بخفض الإمدادات من ناحية أخرى.
تقلص الهامش الزمني للخام الأميركي المعياري – أي الفرق بين أقرب عقدين له - بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، مما يشير إلى أنَّ المستثمرين يتوقَّعون تراجع الطلب. وانخفضت الفجوة إلى 3 سنتات للبرميل في منطقة "الباكودريشن" يوم الخميس مقارنة مع ذروة بلغت 20 سنتاً الأسبوع الماضي، حيث تكون أسعار العقود الآجلة للسلعة أقل من أسعار العقود الأقرب أجلاً أو الأسعار الفورية.