ارتفعت الأسهم الأميركية بأعلى مستوى منذ يناير، في حين تراجعت سندات الخزانة، بعد أن عوضت الأرباح القوية في شركات التكنولوجيا تأثير تقرير يظهر تباطؤ النمو الاقتصادي بالولايات المتحدة، وارتفاع التضخم إلى مستوى أعلى من المتوقَّع.
قفز مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 2%، وحلق مؤشر "ناسداك 100" الذي يعطي وزناً نسبياً أعلى لأسهم التكنولوجيا بنسبة 2.8%، بعد أن ساعدت الزيادة الكبيرة في إيرادات الإعلانات على تجاوز أرباح شركة "ميتا بلاتفورمز" تقديرات المحللين، مما دفع سهم الشركة إلى الارتفاع بنسبة 10%، وصعدت أسهم "أمازون" و"إنتل كورب" أيضاً في التعاملات بعد إغلاق السوق في أعقاب إعلان نتائج الأعمال.
قال آرت هوغان، رئيس استراتيجية السوق في شركة "بي رايلي ويلث مانجمنت" (B. Riley Wealth Management)، في مقابلة: "بعد بداية هذا الأسبوع، ساور المستثمرون القلق من أن تخيب آمالهم في أي من شركات التكنولوجيا الكبيرة أو جميعها – كان الوضع صعباً لأنَّ جميع هذه الشركات كانت على وشك الإعلان عن نتائج أعمالها. مع ذلك؛ هناك شعور منتشر بأنَّ شركات التكنولوجيا الكبيرة قامت بعمل رائع في إدارة أنشطتها – وها هي السوق تتنفس الصعداء".
كانت شركة "هاسبرو" (Hasbro) آخر شركة استهلاكية تتجاوز تقديرات الأرباح بعد شركات أخرى في القطاع مثل "كوكا كولا" و"بروكتر آند غامبل". وقد عزز ذلك ثقة المستثمرين في أنَّ الشركات الأميركية تتعامل بشكل جيد نسبياً مع ضغوط الأسعار وتقشف السياسة النقدية، وقفزت أسهم "هاسبرو" بنسبة 15%.
تراجع سندات الخزانة
انخفضت سندات الخزانة، مع تسجيل عوائد سندات الخزانة لأجل عامين التي تتسم بحساسية خاصة لقرارات السياسة النقدية 4.08%، فقد تدفع بيانات التضخم المرتفعة بشكل غير متوقَّع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع لفترة أطول. وينتظر أن يرفع البنك المركزي للولايات المتحدة أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه الأسبوع المقبل.
كتب لويس جرانت، مدير محافظ أول للأسهم العالمية في شركة "فيديريتد هيرميس" (Federated Hermes)، في مذكرة للعملاء: "نحن نشهد ردود فعل أقوى في قطاع التكنولوجيا، حيث بدأت الشركات تجنى ثمار سياستها السابقة لتحقيق كفاءة أعلى بتخفيض التكاليف. فما تزال معنويات المستثمرين هشة تماماً مثل الاقتصاد العالمي، ويوفر موسم الإعلان عن الأرباح قدراً من وضوح الرؤية تشتد الحاجة إليه، ويتعلق بسلامة أوضاع الشركات عموماً".
قالت دانا بيترسون، كبيرة الاقتصاديين في مؤسسة "كونفرانس بورد" (The Conference Board)، إنَّ أحدث مجموعة من البيانات الاقتصادية - بما في ذلك تباطؤ طلبات إعانة البطالة الأميركية - أظهرت نوع التضارب والتناقض الذي يتعامل معه المستثمرون "فعادة عندما تكون أمام ركود اقتصادي، تنهار سوق العمل مع الناتج المحلي الإجمالي، ونحن لا نرى هذا ولا ذاك".
وأضافت: "ربما نتجه نحو الركود، وقد يبدأ ذلك الآن في الربع الثاني من العام، لكنَّنا نحتاج حقاً إلى الاطلاع على الأرقام. يكشف مؤشرنا الأساسي على مقاييس أداء الاقتصاد إلى أنَّ ذلك الركود بدأ يحدث الآن، كما أنَّ المستهلكين والرؤساء التنفيذيين يتوقَّعونه منذ فترة".
الأسهم الأوروبية
في أوروبا، لم يطرأ تغير يُذكر على مؤشر "ستوكس 600" (Stoxx 600) بعد التقلبات السابقة. وتجاوزت أرباح "سانوفي" تقديرات المحللين، بينما انخفضت أسهم "دويتشه بنك" بعد أن جاءت إيرادات نشاط التداول مخيبة للآمال.
على صعيد آخر، تذبذبت أسعار النفط بعد انخفاض يوم الأربعاء. ولم يطرأ تغير يُذكر على الدولار. واستأنفت "بتكوين" تقدّمها.