تذبذبت الأسهم الأميركية اليوم الجمعة على وقع الأرباح المتباينة للشركات، ومع تحليل المتداولين لأحدث البيانات الاقتصادية بحثاً عن إشارات بشأن توقعات التضخم، والنمو الاقتصادي، ومسار السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
سجل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تغيراً طفيفاً في نهاية التعاملات مقارنة مع إغلاق الخميس، فيما ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين التي تُعتبر الأكثر تأثراً بقرارات الاحتياطي الفيدرالي الوشيكة، لتسجل نحو 4.2%، بينما تقلب الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى.
ارتفع النشاط التجاري في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع إلى أعلى مستوى له في عام تقريباً، الأمر الذي يُنذر بمزيد من التضخم، في حين ارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز غلوبال" المركب لمديري المشتريات خلا شهر أبريل، بمقدار 1.2 نقطة إلى 53.5، مسجلاً أعلى مستوى له منذ مايو 2022.
اقتراب نهاية التشديد
قال باتريك هاركر، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، في وقت متأخر من يوم الخميس، إن البنك المركزي الأميركي يقترب من نهاية حملة التشديد التي يقوم بها لترويض الأسعار. أما لوريتا ميستر، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، فأشارت إلى أنها تدعم رفع أسعار الفائدة إلى أكثر من 5%، لأن التضخم لا يزال مرتفعاً للغاية، علماً أن نطاق سعر الفائدة القياسي يتراوح حالياً هو بين 4.75% و5%.
كتب مايك غيبس، المدير الإداري لمحفظة الأسهم والاستراتيجية الفنية في "ريموند جيمس" (Raymond James): "إذا صمدت الظروف الاقتصادية، فقد يتشجع بنك الاحتياطي الفيدرالي على تشديد السياسة النقدية أكثر من توقعات السوق الحالية، وهي رياح معاكسة للأسهم من وجهة نظرنا". وأضاف: "إذا تدهورت الظروف الاقتصادية، نعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفف من سياسته النقدية، لكن من المحتمل أيضاً أن تكون التقلبات الاقتصادية متماشية مع تقلبات السوق".
أشار غيبس إلى أن كل ذلك، يؤدي إلى "رؤية محدودة النطاق للأسهم في الوقت الحالي".
أبرز أخبار الشركات
- رفعت شركة "تسلا" أسعار سياراتها من طرازي "إس" (S) و"إكس" (X) في الولايات المتحدة، بعد التخفيضات الحادة التي أعلنت عنها في وقت سابق من العام الجاري، والتي أثرت على ربحية شركة صناعة السيارات وأداء أسهمها.
- أعلنت شركة "ريجونز فاينانشال كورب" (Regions Financial Corp) عن انخفاض إجمالي الودائع لديها خلال الربع الأول من العام إلى 129.04 مليار دولار.
- رفعت شركة "بروكتر أند غامبل" (Procter & Gamble Co) توقعات مبيعاتها للسنة المالية المنتهية في يونيو، بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة طفيفة في الطلب على بعض منتجاتها.
- سجلت شركة "إس إل بي" (SLB)، أكبر مزود لخدمات النفط في العالم، أفضل أرباح لها في الربع الأول منذ 8 سنوات.
- أنتجت شركة "فريبورت-مكموران" (Freeport-McMoRan Inc) خلال الربع الأول، المزيد من النحاس وبمعدل أكبر مما كان متوقعاً، ما يعزز الإمدادات العالمية المحدودة، على الرغم من أن أكبر شركة مدرجة لتوريد النحاس قلصت توقعاتها بشأن المبيعات السنوية.
كتبت كارول شليف، كبيرة مسؤولي الاستثمار في مكتب العائلة "بي إم أو" (BMO): "نحن في بداية موسم الأرباح، وقد تزامنت بداية مواسم الأرباح الأربعة الماضية مع أداء قوي لسوق الأسهم.. لسنا مقتنعين بأن هذا الاتجاه سيستمر، ونتوقع أن تظل تحركات الأسهم في نطاق ضيق لبعض الوقت".