تشهد أسواق البنزين في آسيا ضعفاً ملحوظاً في فترةٍ ينبغي أن تكون موسم الذروة في المنطقة، في أبرز إشارة على تراجع الطلب على النفط.
تراجعت أرباح إنتاج البنزين من النفط الخام -ما يُعرف بفروق الأسعار- بأكثر من النصف في سنغافورة خلال الشهر الماضي إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ فير فاليو". وعلى أساس موسمي، تقل هوامش الأرباح عن العامين السابقين، كما تُظهِر الأرقام.
يدرس بعض مصافي التكرير في آسيا بالفعل خفض عمليات المعالجة، فيما تقل هوامش إنتاج الديزل، ومع تراجع إنتاج البنزين الذي يضيف إلى التوقعات الهبوطية للنفط الخام، حتى بعد تعهد "أوبك+" بخفض مفاجئ في الإنتاج. أشار عدد من التجار إلى أن زيادة صادرات الوقود من الصين تضيف أيضاً إلى إمدادات المنطقة.
عزا التجار الضعف الراهن في السوق إلى تباطؤ الطلب على البنزين في الدول المستهلكة الرئيسية مثل إندونيسيا، التي عادةً ما تشهد قفزة في واردات البنزين قبل عيد الفطر عندما يسافر المواطنون إلى منازلهم لقضاء العيد مع أسرهم. وتُقام احتفالات العيد خلال عطلة نهاية الأسبوع.
تراجع الطلب
بلغ استهلاك البنزين في إندونيسيا نحو 635 ألف برميل يومياً هذا الشهر، وفقاً لبيانات صادرة عن "ريستاد إنيرجي"( Rystad Energy)، فيما كان الطلب أقل بكثير خلال الفترة نفسها من عام 2020 بسبب تفشي كورونا. كما يبلغ استخدام وقود المحركات هذا العام 11 ألف برميل يومياً، بما يقل أيضاً عن مستويات ما قبل الجائحة عام 2019، وفقاً للأرقام.
بلغ إجمالي واردات الوقود بجنوب شرق آسيا في أبريل معدلات تقل بنسبة 6% عن المتوسط الموسمي لمدة خمس سنوات، وفقاً للأرقام الصادرة عن "كيبلر" (Kpler).
أما في مراكز تخزين النفط في آسيا في سنغافورة فقد بلغت مخزونات نواتج التقطير الخفيفة -وهي فئة تشمل البنزين- أعلى مستوياتها لهذا العام منذ 1995، حسب البيانات الصادرة عن الحكومة.
مع ذلك، كان الطلب على البنزين في أوروبا مرناً ويُتوقع نموه، استناداً إلى تقرير صادر عن "إنيرجي أسبكتس" (Energy Aspects) هذا الشهر. وسيراقب المستثمرون أيضاً أرقام الاستهلاك في الولايات المتحدة خلال فصل الصيف، وهي فترة ذروة استهلاك وقود السيارات في البلاد.