ارتفعت أسعار النفط للأسبوع الرابع على التوالي، مدعومة بعلامات نقص المعروض في السوق العالمية التي دفعت وكالة الطاقة الدولية إلى التحذير من ارتفاع قادم في الأسعار.
استقرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى 82 دولاراً للبرميل، مسجلة أطول فترة من الارتفاع الأسبوعي منذ شهر يونيو الماضي.
تدور أسعار الخام حول أعلى مستوى لها فيما يقرب من خمسة أشهر بعد أن فاجأ تحالف "أوبك+" الأسواق بخطة تخفيض الإنتاج بمعدل يتجاوز مليون برميل يومياً.
عزز من زيادة الأسعار تدهور مخزون الولايات المتحدة، وضعف تدفقات النفط من روسيا واضطرابات إمدادات خطوط الأنابيب من كردستان العراق.
الأسواق تستوعب أسبوعاً من التوقعات المختلطة بالنسبة لعرض النفط الخام والطلب عليه. وتهدد إجراءات تحالف "أوبك+" الأخيرة بخفض الإنتاج بزيادة أسعار النفط لمستهلكين يواجهون فعلاً ارتفاعاً في مستوى التضخم، وفق تصريحات وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الصادر يوم الجمعة. وقبل ذلك بيوم واحد، توقع التحالف أن تواجه الأسواق نقصاً شديداً في المعروض. وفي المقابل، توقعت إدارة معلومات الطاقة بالولايات المتحدة أن يتجاوز معروض النفط الطلب عليه في عامي 2023 و2024.
الطلب على النفط من أكبر مستورد للخام في العالم يدعم ارتفاع الأسعار. وتكشف البيانات الحديثة أن الصين استوردت نفطاً في الشهر الماضي بكمية هي الأكبر منذ ثلاثة أعوام، معتمدة على تدفق قياسي للإمدادات الروسية. وقال محافظ "بنك الشعب الصيني" إي غانغ يوم الجمعة إن اقتصاد البلاد ينتظر أن يحقق نمواً بنسبة 5% تقريباً في العام الحالي.
كذلك، فإن المؤشرات الفنية الهامة تشير إلى نقص في المعروض. فقد سجل هامش الأسعار الفورية لخام غرب تكساس الوسيط –أي الفرق بين أقرب عقدين من عقود الخام أجلاً– 9 سنتات في البرميل في منطقة الباكورديشن، حيث تكون العقود الآجلة أقل سعراً من العقود الأقرب أجلاً أو الأسعار الفورية. ويمثل ذلك انقلاباً صارخاً على أداء شهر سابق عندما سجل هامش الأسعار الفورية 16 سنتاً في منطقة الكونتانغو– حيث ترتفع أسعار العقود الآجلة مقارنة بأسعار العقود الأقرب أجلاً أو الأسعار الفورية.
