أنتجت شركة "أبل" ما تتجاوز قيمته 7 مليارات دولار من أجهزة "أيفون" في الهند خلال العام المالي الماضي، بعدما رفعت الإنتاج ثلاث مرات في مجال الهواتف الذكية الأسرع نمواً في العالم بعد تسريع وتيرة الانتقال خارج الصين.
تصنّع الشركة الأميركية حالياً نحو 7% من أجهزة "أيفون" في الهند من خلال توسيع الشركاء، بما في ذلك مجموعة "فوكسكون تكنولوجي" (Foxconn Technology Group) و"بيغاترون" (Pegatron Corp)، بحسب ما قال أشخاص مطلعون على الأمر.
ويمثل ما يحدث قفزة كبيرة للهند، التي استأثرت بنحو 1% من أجهزة "أيفون" في العالم خلال عام 2021. يأتي ذلك فيما تبحث "أبل" عن وسائل لتقليل اعتمادها على الصين مع استمرار تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين.
المؤسسات الشريكة لـ"أبل" منذ فترة طويلة، والتي تصنّع معظم أجهزة " أيفون" عالمياً عبر مصانع مترامية الأطراف في الصين، أضافت خطوط تجميع بوتيرة سريعة خلال العام الماضي، بحسب ما قال الأشخاص الذين رفضوا نشر أسمائهم كون المعلومات ليست متاحة للرأي العام.
واجهت "أبل" الشركة الأكبر من حيث القيمة السوقية في العالم خلال 2022، أعمال الفوضى التي حدثت في مجمع "فوكسكون" الرئيسي "أيفون سيتي" الواقع بمدينة تشنغتشو، مما أدى إلى وجود نقاط ضعف داخلية في سلسلة التوريد التابعة لشركة "أبل"، وأجبرها على خفض تقديرات الإنتاج.
في الوقت نفسه، قدّم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مجموعة من الحوافز لتعزيز التصنيع محلياً.
خطط "أبل" لتنويع سلسلة التوريد
من إجمالي الإنتاج، صدرت شركة "أبل" ما قيمته 5 مليارات دولار من أجهزة "أيفون" خلال العام المنتهي في مارس 2023، أي ما يقرب من أربعة أضعاف على أساس سنوي، بحسب ما قال الأشخاص.
ومن المحتمل أن تحاول "أبل" تصنيع أجهزة "أيفون" الجديدة في الهند والصين خلال الوقت نفسه، في وقت ما في خريف عام 2023.وإذا حدث ذلك؛ فستكون المرة الأولى التي تشهد تجميع" أيفون" بشكل متزامن في البلدين. وإذا واصلت الشركات الموردة التوسع الهائل، فيمكن لشركة "أبل" تجميع ربع جميع أجهزة "أيفون" الخاصة بها في الهند بحلول عام 2025. ورفض ممثلو الشركة الأميركية التعليق.
حتى قبل حدوث مشاكل لدى مدينة "أيفون" العام الماضي، أدركت "أبل" الحاجة إلى تنويع سلسلة التوريد الخاصة بها.
وضغطت الشركة بنجاح للحصول على حوافز في الهند، ودفعت الشركات الموردة "فوكسكون" و"ويسترون كورب" و"بيغاترون" لزيادة الإنتاج.
توظف الشركات الثلاث نحو 60 ألف عامل في الهند، وتقوم معاً بتصنيع طرازات تشمل "أيفون 11" إلى الأحدث "أيفون 14" في الهند.
وقد ساعد ما يحدث في وضع شركة "أبل" في صميم طموحات الهند لتصبح مركزاً صناعياً رئيسياً وموقعاً بديلاً للصين.
و"أبل" من بين أكثر الشركات التي تتسم بالدقة في العالم عندما يتعلق الأمر بالتصنيع، إذ تشمل سلسلة إنتاجها مئات الشركات في جميع أنحاء العالم وتوظف الملايين، والكثير منها موجود حالياً في الصين.
الهند مصدر النمو المستقبلي
يمثل انتقال تصنيع أجهزة "أيفون" انتصاراً اقتصادياً للهند قد يؤثر على خطط الشركات التجارية الأميركية الأخرى لمستقبلها. بالنسبة لشركة "أبل"؛ تمثل الهند نفسها مصدراً للنمو المستقبلي، في حين يحاول الاقتصاد الصيني النهوض بعد سنوات من قيود صارمة للقضاء على كوفيد.
تعتزم "أبل" افتتاح أول متجرين للبيع بالتجزئة في الهند الأسبوع المقبل، أحدهما في مدينة مومباي، المركز المالي للبلاد، والآخر في العاصمة نيودلهي.
من المقرر أن يسافر الرئيس التنفيذي، تيم كوك، ليفتتح شخصياً المتجرين، مما يؤكد الأهمية المتزايدة للسوق المحلية في الهند.
كما سعت شركة "أبل"، ومقرها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، إلى إدخال تغييرات على قوانين العمل الهندية في إطار جهودها لتوسيع الإنتاج المحلي وإنشاء مصانع ضخمة.
تخطط شركة "فوكسكون"، أكبر شركة متعاقدة مع "أبل"، لاستثمار حوالي 700 مليون دولار في مصنع بولاية جنوبي البلاد لتصنيع مكوّنات الهاتف، وربما أجهزة "أيفون".
لم يرد ممثلو "فوكسكون" و"ويسترون" و"بيغاترون" فوراً على طلبات التعليق.
[object Promise]