من المتوقَّع أن تقع أسواق الأسهم المتفائلة في فخ الصعود الحاد بمعدلات التقلّب خلال الفترة المتبقية من العام الحالي، خاصة في ظل تصاعد المخاوف المتعلقة بالركود، وفق ما يراه المحللون الاستراتيجيون لدى "غولدمان ساكس غروب".
بعد أن ساعد تماسك النمو وتباطؤ التضخم في احتواء تقلّب أسعار الأسهم حتى الآن هذا العام؛ أدت الضغوط التي تعرّضت لها السوق في الفترة الأخيرة وتذبذب الأصول، إلى جانب البيانات الاقتصادية الأضعف، إلى زيادة احتمالية حدوث تذبذب أكبر في الربع الثاني، وفق ما كتبه الفريق الذي يقوده كريستيان مولر- غليسمان في ملاحظة للعملاء.
"جيه بي مورغان" يحذّر من عاصفة بأسواق الأسهم عقب حالة الهدوء الحالية
أوضح الاستراتيجيون أنَّ نموذج "غولدمان ساكس" الذي يُقيِّم مجموعة من عوامل الاقتصاد الكلي ومؤشرات السوق والشكوك الأوسع، يرجح حدوث تقلّبات عالية بمؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 54%، في مقابل احتمال نسبته 39% لحدوث تحركات أكثر اعتدالاً.
وكان مولر- غليسمان قد قال في فبراير إنَّه يفضّل الأصول غير الأميركية على الأسهم المتداولة في الولايات المتحدة، ليتنبّأ بذلك بشكل صحيح الفترة التي تأخر فيها أداء "ستاندرد أند بورز 500" نسبياً عن باقي المؤشرات.
أنظار المتعاملين تتجه نحو النمو.. وليس التضخم
بينما زادت تقلّبات سوق السندات هذا العام في ظل توقُّع المستثمرين حدوث انكماش اقتصادي؛ كانت الأسهم هادئة نسبياً وسط رهانات على أنَّ تباطؤ النمو قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة. لكنْ بالنسبة لبقية العام، قال مولر- غليسمان: "في ظل التوقُّعات بتراجع كل من النمو والتضخم؛ من المرجح أن يكون تقلّب الأصول مدفوعاً بشكل أكبر بالنمو، وليس بتذبذب التضخم".
الأسهم الأميركية تطرد مخاوف زيادة أسعار الفائدة
وفي مثل هذه الظروف الاقتصادية، يفضّل المحللون الاستراتيجيون مشتقات الأسهم مثل فروق الأسعار لعقود خيارات البيع قصيرة الأجل، وعقود خيارات الشراء لمؤشر "إس آند بي 500" طويلة الأجل، واستراتيجيات الشراء للعقود الآجلة التي تأخذ بحسبانها التذبذب، كطريقة للتحوّط ضد انخفاضات الأسهم.
