تتهافت مصافي النفط الخاصة في الصين، أكبر مستورد للخام، على شراء مزيد من الخام الإيراني في ظل تزايد المنافسة على الإمدادات الروسية.
تعطي المصافي الصغيرة الأولوية لتدفقات النفط بعد ارتفاع كلفة الإمدادات الروسية، إذ يرفع المشترون الرئيسيون، مثل المصافي الصينية التابعة للدولة والشركات الهندية المصنّعة، حصصهم، وفقاً للمحللين والبيانات التجارية.
النفط الإيراني يتدفق إلى السوق العالمية مع صعود واردات الصين
قفزت واردات الصين من الخام والمكثفات الإيرانية في مارس بنسبة 20% على أساس شهري لتصل إلى 800 ألف برميل يومياً، ومن المرجح ارتفاعها أكثر خلال الأشهر المقبلة، وفقاً لإيما لي، المحللة في شركة "فورتكسا" (Vortexa)".
تحوّل كبير
يسلط هذا التحوّل الكبير داخل الصين الضوء على التدفقات في سوق الخام العالمية، إذ تم شحن المزيد من النفط الروسي إلى آسيا في ظل تجنّب المشترين الغربيين إمدادات روسيا بعد حربها على أوكرانيا. وعلى الرغم من خضوع النفط الإيراني للعقوبات الأميركية منذ فترة طويلة؛ لكنَّ المصافي الصينية باتت مشترياً ثابتاً.
يعتمد المحللون على بيانات تتبّع السفن لمراقبة مثل هذه التدفقات خاصة أنَّها لم تظهر في بيانات الجمارك الرسمية منذ يونيو 2022، حيث غُيّرت تسمية بعض الشحنات إلى اسم "الخام الماليزي".
كان يتم توجيه معظم واردات النفط الإيراني نحو المصافي المملوكة للدولة، لكنَّ المصافي الخاصة- في شاندونغ خصوصاً- تصدّرت المشهد الحالي"، كما قال همايون فلاكشاهي، المحلل الأول للنفط في شركة البيانات والتحليلات "كبلر" (Kpler).
منافسة شرسة
ارتفعت صادرات النفط الإيرانية إلى الصين إلى ما يقرب من 1.2 مليون برميل يومياً في فبراير، مسجلة ثاني أعلى وتيرة منذ بداية 2017، وفقاً للبيانات الصادرة عن "كبلر". وبما أنَّ وصول الصادرات الإيرانية إلى الصين يستغرق شهراً على الأقل، فقد تظهر شحنات إضافية في واردات الصين خلال مارس وأبريل.
يباع النفط الإيراني تسليم شهر مايو بخصم يبلغ نحو 12 دولاراً عن سعر مزيج برنت ببورصة "إنتركونتيننتال اكستشينج" للبرميل على أساس التسليم، في حين يُعرض خام الأورال الروسي بخصم يقل عن 10 دولارات مقارنة بنفس المعيار، ويباع خام "اسبو" (ESPO) بخصم 6 دولارات للبرميل. وبسبب هذا التفاوت، تفضّل المصافي الصغيرة النفط الإيراني على حساب الإمدادات الروسية، وفقاً للتجار المشاركين بالسوق.
تعتمد مصافي النفط المستقلة في شاندونغ، التي تمثل 20% من طاقة التكرير الصينية- أو نحو 3.7 مليون برميل يومياً- بشكل شبه كامل على النفط الخاضع للعقوبات بسبب الخصومات الكبيرة، وخاصة الشحنات من إيران وروسيا وفنزويلا التي يتنافس عليها المستهلكون في المقاطعة.
تتدافع المصافي الصينية الكبرى والمصافي الهندية بشكل متزايد للحصول على خام "اسبو" الروسي، الذي لطالما كان يمثل الدرجة المفضلة لمصافي التكرير الصغيرة، وفقاً لما ذكرته لي من "فورتيكسا". وأضافت: "يشير ذلك إلى استمرار توسع حصة إمدادات الخام والمكثفات الإيرانية في السوق بين مصافي التكرير الصغيرة".