عزَّز وضع شركة ملابس اندونيسية غارقة في الأزمات التي تسود أسواق الائتمان في البلاد المخاوف بشكل أوسع حول قطاع الملابس، الذي كان عرضة بشكل خاص لتعثُّر الطلب العالمي خلال الوباء.
ما الذي يحدث:
تصنع "بي تي بان براذرز"( PT Pan Brothers) الاندونيسية الملابس لصالح ماركات "رالف لورين"، و"برادا"، و"أديداس". لكنَّها فقدت زخمها في أسواق الديون. فقد تراجعت سندات الدولار للشركة المصنِّعة هذا الأسبوع لتسجل أدنى مستوياتها عند 36.7 سنتاً للدولار بعد أن أجَّلت طرحاً جديداً عالمياً للديون، واضطرت إلى الحصول على تمديد مؤقت من الدائنين لقرض بالدولار الأمريكي.
و تحتاج الشركة والشركات التابعة لها إلى سداد أو إعادة تمويل 310 مليون دولار من الديون الخارجية هذا العام والعام المقبل، التي تتألف من القرض، وسندات بقيمة 171 مليون دولار تستحق في يناير 2022، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ.
وشهدت صادرات الشركة، التي تشكِّل أكثر من 80% من المبيعات، ركوداً في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، فقد أدى الوباء إلى إغلاق متاجر البيع بالتجزئة.
وارتفع صافي ربح الشركة بنسبة 0.4% في تلك الفترة إلى 19.2 مليون دولار، وهي أبطأ وتيرة خلال ثلاث سنوات، وفقاً لأحدث تقرير مالي للشركة.
و قالت "بان براذرز" خلال اجتماع للمستثمرين في 3 ديسمبر الماضي، إنَّ بعض العملاء تأخروا في السداد، وإنَّ بيانها المالي يظهر أنَّ صافي الذمم المدينة التجارية ارتفع بنسبة 11% سنوياً إلى 127.5 مليون دولار في الفترة من يناير إلى سبتمبر.
ماذا يعني ذلك؟
وبما أنَّها ثاني أكبر شركة ملابس مدرجة في اندونيسيا، فإنَّ وضع "بان براذرز" يشير إلى ضغوط أوسع في الصناعة. و تمثِّل الملابس واحدة من أكبر عشر صادرات من غير النفط والغاز في اندونيسيا، وكان هذا القطاع من بين الأكثر تضرراً في العام الماضي عندما تقلَّص الطلب بسبب الوباء. وانخفضت الشحنات إلى الخارج بنسبة 18.7% سنوياً، وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني.
ولعل المشاكل التي يعاني منها القطاع لها تأثير أوسع على الاقتصاد، وأدَّى انخفاض عمليات شركات الملابس أثناء تفشي الفيروس إلى زيادة عدد الأشخاص الذين تمَّ تسريحهم من العمل في رابع أكبر دولة في العالم من ناحية عدد السكان. واستخدم صانعو الملابس لسنوات ثاني أكبر عدد كبير من الأشخاص في قطاع التصنيع، المساهم الرئيسي في الناتج المحلي الإجمالي لاندونيسيا. وتظهر البيانات الحكومية أنَّها تراجعت في عام 2020 إلى المرتبة 13.
كذلك فقد طلبت الشركة المنافسة "بي تي سري ريجيكي إيسمان" (PT Sri Rejeki Isman)، أكبر شركة ملابس مدرجة في البلاد، من المقرضين تمديد أجل استحقاق قرض بالدولار.
وتواصل "بان براذرز" محادثاتها مع البنوك للحصول على قرض مشترك جديد. كما كـانت الشركة قد قالت سابقاً، إنَّها ستستخدم الأموال من السندات العالمية الجديدة لتسوية ديونها، لكنَّها قد تواجه صعوبة في جذب المستثمرين من خلال تداول السندات الحالية في منطقة متعثِّرة.
ما الذي تقوله الشركة؟
تتوقَّع "بان براذرز" أن تكون قادرة على المضي قدماً في بيع السندات العالمية في الربع الثاني لحل مشكلات إعادة التمويل، وهي مستعدة لتقديم ضمان مؤسساتي للأوراق المالية الجديدة، واستخدام أصولها، وأصول الوحدات كضمان أيضاً، كما ورد في نشرة الإصدار.
من هي "بان براذرز":
تأسست الشركة التي يقع مقرّها بالقرب من جاكرتا في عام 1980، وتنتج الملابس للتصدير بشكل أساسي، وقالت في اجتماع عقدته في ديسمبر، إنَّ لديها 25 مصنعاً في ثلاث مقاطعات في اندونيسيا تنتج 117 مليون قطعة ملابس سنوياً.
و غامرت الشركة بصنع الأقنعة وغيرها من معدَّات الحماية الشخصية في مارس بعد أن تسبَّب الوباء في تعطيل العمل، بالرغم من أنَّها أنتجت في البداية معدَّات الوقاية الشخصية للتوزيع المحلي، إلا أنَّها تلقت طلبات من الخارج أيضاً، وانتهى الأمر بتحقيق هذه المبيعات لـِ58 مليون دولار، أو 12.6% من إجمالي صادراتها خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر.
ماذا تقول شركات التصنيف؟
خفَّضت وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية هذا الشهر التصنيف الافتراضي للمصدر طويل الأجل لشركة "بان براذرز"، وورقتها الحالية غير المضمونة بالدولار إلى C من CC. كما خفَّضت التصنيف الوطني طويل الأجل للشركة إلى المستوى نفسه، مما يدل على أنَّ بدء عملية تخلف عن السداد أو ما يشبهها، أو أنَّ المصدر في حالة توقُّف تام.
وتعكس مفاوضات شركة الملابس المطولة مع المقرضين وفترة التوقُّف القصيرة وضع السيولة الضعيف لديها، ومحدودية الوصول إلى مصادر التمويل البديلة، وتمثِّل إعادة الهيكلة الحل الوحيد لهيكلية رأس مال الشركة، وعند هذه النقطة يمكن لـ"فيتش" تخفيض التصنيف الافتراضي للمُصدر إلى مستوى افتراضي مقيد، وفقاً لمذكرة صدرت عن "فيتش" في 1 فبراير.
كما خفَّضت وكالة "موديز " (Moody’s Investors Service) تصنيف "بان براذرز" الشهر الماضي من Caa1 إلى Ca. وقالت المحللة ستيفاني تشيونغ في تقرير صدر في 15 يناير، إنَّ التوقُّعات لا تزال سلبية، مما يعكس حالة عدم اليقين الإضافية حول معدَّل استرداد سنداتها بالدولار في حالة التخلف عن السداد.
ما الذي يترقبه المتداولون بعد ذلك؟
ينصب التركيز الآن على ما إذا كانت "بان براذرز" قادرة على الوصول إلى اتفاق محدد مع المقرضين حول القرض المشترك، و يراقب المستثمرون أيضاً ما إذا كانت الشركة ستتمكَّن من جمع الأموال التي تستهدفها من خلال طرح السندات المخطط لها، بقسيمة سنوية تقول إنَّها ستكون بحد أقصى 12%.
و قررت شركتان اندونيسيتان تحملان تصنيفات أقوى، وهما "سري ريجيكي"، و"بي تي تاور بيرساما انفراستركتشر" (PT Tower Bersama Infrastructure)، سحب مبيعات السندات العالمية بسبب ما وصفتاه بظروف السوق غير المواتية.