ارتفعت سندات الخزانة الأميركية بعد تراجع مؤشر على نشاط القطاع الصناعي في الولايات المتحدة بنسبة أعلى من المتوقع، فانحسرت مخاوف التضخم التي أشعلتها خطة تحالف "أوبك+" المفاجئة بتخفيض إنتاج النفط.
تحول العائد على سندات الخزانة لأجل عامين، التي تتسم بحساسية خاصة للسياسة النقدية، إلى الهبوط بعد ارتفاعه في وقت سابق بنحو 11 نقطة أساس. وقادت أسهم الطاقة مكاسب مؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، وقد بلغت أسعار النفط الخام الأميركي 80 دولاراً للبرميل. أما مؤشر "ناسداك 100"، فقد تراجع أداؤه مقارنة مع المؤشرات الرئيسية الأخرى بعد هبوط أسهم "تسلا" بسبب صدور بيانات أكدت أن تخفيض الأسعار لم يؤد إلى زيادة مبيعاتها.
أفضل أداء يومي لأسهم الطاقة العالمية في 6 أشهر بعد خفض "أوبك+" إنتاج النفط
انخفض مؤشر "معهد إدارة العرض" لنشاط التصنيع إلى 46.3 نقطة في مارس، وهو مستوى يقل عن متوسط التقديرات الذي بلغ 47.5 نقطة في استطلاع أجرته "بلومبرغ" لآراء الاقتصاديين. قراءة المؤشر دون 50 نقطة تشير إلى انكماش النشاط. وتراجع أيضاً مؤشرا الطلبيات الجديدة والتوظيف.
قال جيفري روش، رئيس الاقتصاديين في شركة "إل بي إل فايننشال" (LPL Financial): "إن الإفادة الرئيسية من تقرير (معهد إدارة العرض) تتمثل في تباطؤ سوق العمل. فهدوء الطلب في سوق العمل ينبغي أن يخفف من بعض الضغوط التضخمية التي يعمل بنك الاحتياطي الفيدرالي جاهداً للتغلب عليها".
سيصدر تقرير التوظيف الشهري للحكومة يوم الجمعة، مقدما صورة كاملة لحالة سوق العمل. أما عقود المبادلة المرتبطة بتوقعات أسعار الفائدة الفيدرالية فقد رجحت احتمال رفع سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في مايو.
سؤال مفتوح
قال جيمس بولارد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، لتلفزيون "بلومبرغ" يوم الإثنين إن قرار "أوبك +" غير متوقع وإن الزيادة في أسعار النفط قد تجعل مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي المتمثلة في خفض التضخم أشد صعوبة. وأضاف: "أعتقد أن احتمال أن تؤثر تأثيراً دائماً سيظل سؤالاً مفتوحاً".
خفض إنتاج "أوبك+" يحيي مخاوف المستثمرين من التضخم وتباطؤ النمو
بالنسبة إلى بول نولتي من شركة "ميرفي آند سيلفست ويلث مانجمنت" (Murphy & Sylvest Wealth Management)، فإن حقيقة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أشار إلى اعتماده على البيانات تعني أمرين: "أولا، كل بيان تفصيلي يعد بين البيانات المهمة. وثانيا، ليس لدى مسؤولي البنك المركزي خطة حقيقية طويلة الأجل لأداء الاقتصاد".
أضاف نولتي: "عدم وجود خطة يعني ترك المستثمرين لتخمين ما سيفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي بناء على أحدث البيانات الاقتصادية. وهذا يؤدي إلى تقلبات جامحة في الأسواق".
نظراً لأن احتمالات ركود الاقتصاد تبدو مؤكدة بدرجة أعلى، فقد يكون موسم الأرباح القادم هو الأول من عدة فصول صعبة، وفق كريس هارفي، رئيس استراتيجية الأسهم في بنك "ويلز فارغو" (Wells Fargo & Co).
وقال هارفي على تلفزيون "بلومبرغ": "على مدى عدة فصول سابقة شهدنا هوامش الربحية وهي تبدأ في الانكماش، ونعتقد أن لحظة الحقيقة قد حانت. هذه هي الفترة التي إذا لم تتمكن فيها من تحقيق الأرباح، وإذا تراجعت هوامش الربحية، فقد حانت لحظة العقاب".