وجدت مصافي النفط في آسيا، شأنها شأن سوق الخام الأوسع، نفسها في مأزق من التحرك المفاجئ بقيادة السعودية لخفض إنتاج "أوبك+"، وتستعد الآن لتنويع مشترياتها في السوق الفورية إذا لزم الأمر.
جاء القرار المفاجئ الذي اتخذته الرياض وبعض شركائها، قبيل الإعلان عن أسعار البيع الرسمية لشركة "أرامكو" السعودية لمبيعات النفط الخام لشهر مايو. أعرب مشترو الخام السعودي لأجل محدد عن قلقهم بشأن قدرتهم على الحصول على حجم ونوع النفط الذي يريدونه من "أرامكو" الشهر المقبل بعد إعلان المملكة عن خفض 500 ألف برميل في اليوم.
نظراً للاضطرابات في السوق، بدأت شركات تكرير صينية في دراسة شراء النفط من السوق الفورية من موردين في مناطق جديدة منها أميركا اللاتينية والولايات المتحدة وغرب أفريقيا لتعويض النقص أو إذا أصبحت أسعار البيع الرسمية لـ"أرامكو" والمنتجين الآخرين مرتفعة للغاية، وفقاً لأشخاص مطلعين على استراتيجيات التداول.
ارتفعت العقود الآجلة للنفط مع افتتاح تعاملات الأسبوع بعد خفض العرض. أُعلنت الخطة تباعاً في نهاية الأسبوع، إذ كشفت السعودية عن خطة لخفض الإنتاج أعقبتها تحركات أصغر من دول أخرى.
تُعد الرياض، إلى جانب موسكو، هما الزعيمتان الفعليتان لـ"أوبك+".
آسيا تستحوذ على نفط الخليج
تبيع دول منطقة الخليج، مثل السعودية والعراق، الجزء الأكبر من نفطها لمشترين من آسيا على رأسهم الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية. تصدر "أرامكو" عادةً أسعار البيع الرسمية الأيام الخمسة الأولى من الشهر، ليستخدمها الآخرون معياراً.
في استطلاع أجرته "بلومبرغ" الأسبوع الماضي، توقعت 6 مصافي وتجار خفض أرامكو سعر البيع الرسمي لخامها الرئيسي.
رفعت هذه الخطوة المفاجئة العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 8% مع بدء تعاملات الأسبوع.
يأتي ذلك بينما يمر السوق بمنعطف معقد تتزامن فيه زيادة المخاوف من ارتفاع أسعار النفط، وضعف الاستهلاك في الولايات المتحدة وأوروبا، إذا حدث ركود مع موجة من إضرابات مصافي التكرير التي تقلل الطلب في فرنسا، وسط توقعات بارتفاع الاستهلاك في الصين.
قبل الصدمة، استفادت شركة "بتروتشاينا" (PetroChina) الصينية المملوكة للدولة بالفعل من الإمدادات من كندا وكولومبيا والإكوادور، حيث اشترت ما لا يقل عن 8 ملايين برميل ستُحمل هذا الشهر، إذ تبدأ مصفاة عملاقة جديدة الإنتاج رسمياً في غوانغدونغ، حسبما ذكرت "بلومبرغ نيوز" الأسبوع الماضي.
في الهند، قال مستهلك رئيسي آخر لخام الشرق الأوسط، موكيش سورانا، الرئيس التنفيذي لــ"راتناغيري ريفايناري أند بتروكيميكالز" (Ratnagiri Refinery and Petrochemicals)، التي تبني مصفاة، إن "أوبك+" ربما تكون قد قررت خفض الإمدادات لأنها توقعت سوقاً أضعف.
أضاف سورانا، وهو أيضاً الرئيس السابق لشركة "هندوستان بتروليوم" (Hindustan Petroleum): "السوق تحظى بإمدادات جيدة، لذلك لا يوجد قلق بشأن التوافر، ولابد أن "أوبك+" توقعت قبل اتخاذ قرارها انخفاضاً في الأسعار أو تراجعاً في الطلب، لذا فيُحتمل أن يكون هذا إجراء استباقياً لدعم الأسعار، لكن لا أتوقع ارتفاع الأسعار فوق 90 دولاراً".