يعمل قطاع تكرير النفط في فرنسا بجزء صغير من قدرته الإنتاجية الاعتيادية، مع دخول إضراب العاملين أسبوعه الرابع.
أربع من أصل ست مصافٍ للتكرير في البلاد تعمل بطاقة إنتاجية ضعيفة، بعدما بدأت "إكسون موبيل" إيقاف العمل في أكبر معملين فرنسيين تملكهما في نهاية الأسبوع، نظراً لعدم تمكنها من توصيل النفط الخام إلى الموقع. ويتسبب إضراب القوى العاملة في فرنسا بتداعيات في كل أنحاء سوق النفط العالمية، وهو ما أدى إلى انخفاض أسعار الخامات من بحر الشمال وغرب أفريقيا.
خفض الإمدادات
كشف تقرير لشركة "إينرجي أسبكتس" في نهاية الأسبوع الماضي، أن الإضراب العمالي تسبب بخفض إمدادات الديزل الفرنسية بمقدار 200 ألف برميل يومياً. وأشارت البيانات التي جمعها بلومبرغ إلى احتمال توقف 80% من القدرة الإنتاجية لتكرير النفط في البلاد.
جاء في تقرير "إينرجي أسبكتس"، أن "الإضراب يتزامن مع صيانة مصافي التكرير في شمال غرب أوروبا، وعمليات المراجعة غير القابلة للتطبيق في البيع والشراء على الطرق الرئيسية، وهو ما أدى إلى تسريع وتيرة سحب الديزل من المخازن".
تعتمد فرنسا على واردات الديزل لتلبية الإمدادات في المضخات. وقد حولت الناقلات المتجهة إلى فرنسا وجهتها في الأيام الماضية في ظل توقف عمل محطات الاستيراد الرئيسية.
دلائل على التحسن
أظهرت سوق الديزل دلائل على تحسنها في مطلع مارس، وهو ما أكدته فروق الأسعار في عقود الغاز والنفط في بورصة "إنتركونتيننتال إكستشينج" (ICE)، وهي العقود الرئيسية في المنطقة. فقد ارتفعت العلاوة على العقود التي اقترب موعد انتهاء صلاحيتها إلى 36,50 دولار في 22 مارس، وهو ضعف السعر الذي سجلته في بداية الشهر، قبل أن تتراجع في نهاية الأسبوع الماضي.
تذكّر الجولة الأخيرة من الإضراب بشدة بإضرابات الخريف الماضي، عندما توقفت المصافي عن العمل وجفت المضخات. ربما يكون الأثر على سو ق الديزل أخف وطأة هذه المرة، نظراً لجمع المنطقة مخزونات كبيرة في العام الماضي واقتراب فصل الصيف الذي يشهد عادة انخفاضاً في الطلب على الديزل.
تأثيرات على الطلب
قد يُلقي تزايد التأثيرات الاقتصادية المعاكسة بظلاله على الطلب طويل الأجل في أوروبا، وفقاً لشركة "إنيرجي أسبكتس"، فيما ترى "فيتش سوليوشنز" (Fitch Solutions) أن للإضراب أثراً ضئيلاً على أسواق الوقود هذه المرة.
قالت إيما ريتشاردز، المديرة المساعدة للنفط والغاز لدى "فيتش سوليوشنز": "ما زالت مخاطر الركود مرتفعة. لقد توقعنا تراجع الطلب في فرنسا ومنطقة الاتحاد الأوروبي الأوسع على أساس سنوي في 2023، حتى قبل الإضراب الحالي في القطاع، ما سيخفف الضغوط إلى حد ما".
أعلنت "توتال" الإثنين أن نحو 32% من العاملين في مصافيها انضموا إلى الإضراب، في انخفاض عن نسبة المشاركة في منتصف الشهر الجاري.
معلومات إضافية عن الآثار المترتبة على الإضراب:
- تُقدّر الطاقة الإنتاجية لتكرير النفط في فرنسا بنحو 1.15 مليون برميل يومياً، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
- تعطل أو توقف تكرير نحو 900 ألف برميل يومياً من الطاقة الإنتاجية لتكرير النفط، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ، وذلك لا يشمل خفض العمليات في المعامل المستمرة في العمل، أو العمليات المرتبطة بقطاع الكيماويات.
- تقع أكبر مصفاتين في مدينة لو آفر، وهما مصفاة "توتال" في غونفريفي، نورماندي، ومصفاة “إكسون موبيل" في بورت جيروم، غرافينشو.
- بدأت "إكسون موبيل" إيقاف مصفاة غرافينشو في الشمال الغربي، عن العمل في نهاية الأسبوع.
- توقفت مصفاة نورماندي الأسبوع الماضي، وأوقفت وحدة النفط الخام في 18 مارس، وفقاً لشركة "وود ماكنزي".
- توقفت مصفاة "توتال" في دونج على الساحل الغربي عقب خلل وقع قبل بدء الجولة الأحدث من الإضراب.
- أوقفت "بترو إنيوس" قسم النفط الخام في 23 مارس، حسب "وود ماكنزي".
- خفضت مصفاة "إكسون موبيل" في فوس سور مير ومصفاة "توتال" في فيزييه عملياتهما.