تشهد أسعار النفط الخام والوقود الروسي للمشترين في آسيا ارتفاعاً ملحوظاً مع توسع مجموعة من العملاء الأكبر في الصين والهند، مما يضغط على شركات التكرير الأصغر التي استهلكت النفط الرخيص بحماس.
ارتفعت معدلات العرض لخام الأورال الروسي وخام "إسبو"، وكذلك المازوت، خلال الأسابيع الماضية، وفقاً لتجار مطلعين على الأمر، الذين أشاروا إلى أنَّ الاهتمام المتزايد من شركات التكرير الصينية المملوكة للدولة والخاصة الكبيرة مثل "سينوبك" (Sinopec) و"بتروتشاينا" (PetroChina) و"هينغلي بتروكيميكال" (Hengli Petrochemical)، إضافة إلى قفزة في الطلب الهندي، كلها عوامل أدت إلى اقتناص الشحنات بأسعار أعلى.
زخم مشتريات الصين من النفط يعزز توقعات نمو الطلب العالمي
دخلت شركات التكرير الأكبر حجماً في منطقة تهيمن عليها عادةً المصافي الصينية الصغيرة، التي كانت مستهلكاً ثابتاً للخام الروسي ذي السعر المنخفض، فقد كان خام "إسبو" المشحون من الشرق الأقصى للبلاد مطلوباً بشكل خاص بسبب قصر المسافة.
مخاوف من العقوبات الغربية
أفاد التجار أنَّ عروض "إسبو" التي يتم تحميلها عادةً في ميناء كوزمينو كانت أقل بنحو 6.50 دولار إلى 7 دولارات للبرميل، من أسعار خام "برنت" في بورصة أوروبا للعقود الآجلة (ICE) على أساس التسليم إلى الصين، في حين أنَّ أسعار شحنات خام الأورال الرئيسية من الموانئ الغربية كانت أقل بحوالي 10 دولارات في إطار المعيار نفسه. وأضاف التجار أنَّ هذه الزيادة تصل إلى دولارين مقارنة بالشهر الماضي، مما يمثل واحدة من أشد القفزات التي شهدتها الأسعار منذ العقوبات المفروضة في 5 ديسمبر.
سقف أسعار النفط يكلف روسيا 170 مليون دولار يومياً
أصبحت كل من الصين والهند منافذ رئيسية للخام الروسي بعد أن تجنّبت معظم الدول الأخرى الإمدادات الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا. نمت مجموعة المشترين الراغبين في استيراد النفط الرخيص من الدولة المنتجة في "أوبك+"، حيث تجاهل المزيد من اللاعبين المخاوف بشأن العقوبات الغربية التي أبقتهم على الهامش.
رغم الحذر.. النفط يرتفع للجلسة السادسة على التوالي
تطمئن الوسائل المعتمدة المزيد من المستوردين من ناحية تقليل تعرضهم للمخاطر، من خلال مطالبة البائعين بتولي خدمات الشحن والتأمين، بالإضافة إلى الاعتماد على البنوك غير الغربية والدفع باليوان أو الروبية أو الدرهم أو الروبل.
في هذا الإطار، أشار التجار إلى أنَّ هذا النهج منح المشترين المزيد من الثقة للحفاظ على التدفقات، فضلاً عن زيادتها دون قلق كبير بشأن التزامهم بسقف الأسعار -الذي يعفي الشحنات من العقوبات الأوروبية- البالغ 60 دولاراً للبرميل.
الامتثال بالحد الأقصى للأسعار
لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت واردات الهند والصين تفي بشروط الحد الأقصى، لأنَّ معظم الشحنات تباع على أساس التسليم مع غموض بشأن تكاليف الشحن والتأمين. ومع ذلك؛ تؤكد الولايات المتحدة امتثال الهند للشروط.
ارتفعت عروض المازوت الـروسي "إم-100"، وهي درجة يمكن استخدامها بدلاً من الخام لصنع البنزين والديزل، لتتراوح ما بين 160 إلى 180 دولاراً للطن فوق مؤشر تسعير "بلاتس"، ارتفاعاً عن الشهر الماضي، إذ كانت تحوم حول 130 دولاراً للطن، وفقاً للتجار.
وارتفع متوسط الشحنات لمدة أربعة أسابيع إلى عملاء روسيا في آسيا، بالإضافة إلى تلك المحملة على متن السفن التي لم تظهر وجهة نهائية خلال تلك الفترة حتى 3 مارس، ليصل إلى 3.1 مليون برميل يومياً، إذ سجّل بذلك مستوى قياسياً منذ تتبع "بلومبرغ" التدفقات في مطلع 2022.