"بلاك روك" تتوقع استمرار ارتفاع تكاليف الاقتراض لفترة أطول بعد تصريحات "باول"

الأسواق العالمية تتأهب لسيناريو بلوغ الفائدة الأميركية ذروتها عند 6%

مبنى " مارينر إس إيكلس" مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي  بالولايات المتحدة  - المصدر: بلومبرغ
مبنى " مارينر إس إيكلس" مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بالولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بات احتمال بلوغ أسعار الفائدة الأميركية 6%، فجأة، أمراً حقيقياً بما فيه الكفاية لدفع المستثمرين لإعادة التفكير في استراتيجياتهم.

تأتي شركتا "بلاك روك" و"شرودرز" من بين الشركات التي تشارك في النقاش الدائر لتقييم ما سيحدث حال وصول أسعار الفائدة ذروتها عند 6%. مع أواخر فبراير الماضي، كان المستثمرون في أسواق السندات والأسهم والعملات لا يزالون يطالبون بوضع حد لأسعار الفائدة المرتفعة في ظل توقعات بصعود كبير خلال النصف الثاني من العام الجاري.

بدلاً من ذلك، عززت إفادة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، أمس الثلاثاء، التوقعات بإقرار زيادة أكبر لأسعار الفائدة الشهر الجاري، إذ وضع المضاربون في حسبانهم أسعار فائدة تبلغ ذروتها 5.6% مقارنة بأقل من 5% مع نهاية السنة الماضية.

يضاعف مضاربو سندات الخزانة الأميركية رهاناتهم بشأن توقعات حدوث ركود اقتصادي، بينما يتعافى الدولار الأميركي، وتخسر أسواق الأسهم بداية من مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" وصولاً لمقياس "إم إس سي آي" لدول آسيا والمحيط الهادئ مكاسبها.

أسعار الفائدة

أوضح ريك ريدر، كبير مسؤولي الاستثمار في وحدة الدخل الثابت العالمي في "بلاك روك"، بمذكرة للعملاء، الثلاثاء، أنه مع الأخذ في الاعتبار سوق العمل القوية ومعدلات تضخم في الولايات المتحدة يصعب التخلص منها "نعتقد أن هناك فرصة منطقية تبرر اضطرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لزيادة سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى 6%، ثم الإبقاء عليها عند هذا المعدل لمدة زمنية طويلة بهدف إبطاء النمو الاقتصادي وكبح التضخم ليقترب من 2%.

تفتح أحدث رسائل "الاحتياطي الفيدرالي" الطريق أمام البنك للعودة إلى رفع سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، ما يتعارض بشكل ملحوظ مع سياسة نقدية تيسيرية أكثر مما هو حصل في نظرائه من البنوك المركزية في أستراليا وكندا. كما يفاقم ذلك المخاوف من هبوط حاد للاقتصاد الأميركي، إذ تبعث سوق السندات رسائل بوجود احتمالات متنامية لحدوث ركود اقتصادي.

تعكس معاملات مضاربي عقود المقايضات حالياً توقعات زيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة خلال الـ4 اجتماعات المقبلة.

السندات

قالت كيلي وود، نائبة رئيس وحدة الدخل الثابت في "شرودرز" بأستراليا: "سعر الفائدة النهائي عند 6% غير مستبعد حالياً، ومن المنتظر حدوث عمليات تراجع كبيرة في الأسواق الأسترالية والآسيوية اليوم وفي مقدمتها عائدات السندات قصيرة الأجل، ولكن مع حدوث ضعف في عوائد السندات الأميركية".

على صعيد الولايات المتحدة الأميركية، سجلت فروق العائد للسندات فئة استحقاق ذات أجل عامين و10 أعوام قيمة حالية تجاوزت نقطة مئوية للمرة الأولى منذ 1981، عندما شن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ذلك الوقت بول فولكر حملة عن طريق زيادات أسعار الفائدة للتصدي لتضخم تجاوز 10%. وعلى مدار عقود، توقع مؤشر انعكاس منحنى العائد حدوث ركود اقتصادي في ظل حملات تشديد قوية للسياسية النقدية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

انخفضت عملات البلدان المُصدرة للسلع الأساسية، مع تزايد احتمالات الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية، في ظل تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 2% أمس الثلاثاء. وصعد مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري لأعلى مستوياته منذ مطلع يناير، اليوم الأربعاء، عقب تقدمه 1% خلال اليوم السابق، فيما يقترب الين الياباني مرة ثانية من مستوى 140 مقابل الدولار الأميركي.

قال جون برومهيد خبير استراتيجي للعملات في "أستراليا أند نيوزيلندا بانكينغ غروب " (Australia & New Zealand Banking Group): "قبل إفادة باول الليلة الماضية، كنا نميل أكثر لمحاولة خفض مراكز الاستثمار في الدولار الأميركي والين الياباني لمستوى حول 137 – 138، واعتقد أننا من المحتمل أن نؤجل ذلك، مع احتمال أن تتجه أسعار فائدة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي النهائية 6%".

الأسواق الناشئة

تنذر لغة خطاب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتدهور التوقعات لأصول الأسواق الناشئة، عقب تبديد الإعلان عن هدف متواضع للنمو الاقتصادي لبكين، في وقت سابق من الأسبوع الحالي، الآمال في معاودة الصعود المرتبطة بإعادة فتح الاقتصاد الصيني الذي دعم الأسواق العالمية بوقت سابق. وهبطت عملة الوون الكورية الجنوبية، وهي مؤشر يعبر عن الرغبة بالمخاطرة في آسيا، 1.8% اليوم الأربعاء.

قال بريندان ماكينا، محلل الأسواق الناشئة في "ويلز فارغو" في نيويورك: "بات سيناريو الفائدة العالية المستمرة لمدة زمنية أطول هو السيناريو الأساسي، وإذا تحقق هذا السيناريو، فيمكن أن تواجه الأسواق الناشئة صعوبات.. كانت الأسواق تطمح فعلاً في توقف وإجراء تخفيضات مبكرة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي العام الجاري، وحتى الآن لم يتجل هذا السيناريو".

رغم ذلك، يتوقع بعض المستثمرين وجود فرص للشراء في سوق الأسهم.

أضاف سات دوهرا، مدير التمويل في شركة "جانوس هندرسون إنفستورز" (janus henderson investors): "نتوقع أن تحظى الأسواق الأرخص، والمرتبطة أكثر بدورات الاقتصاد بشمال آسيا بالأفضلية وأن تتواصل عملية التنقل بين الأسواق بعيداً عن جنوب آسيا، وأخيراً، بدأت شركات التكنولوجيا عالية الجودة في شمال آسيا، خاصة شركات أشباه الموصلات، في الظهور بصورة جذابة من حيث التقييم، وهو قطاع ينبغي أن يشارك بقوة في أي تعافي للأرباح".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك