يجب على المستثمرين الاستعداد لعودة البنوك المركزية في أنحاء العالم إلى تسريع وتيرة التشديد النقدي إذا أظهرت معدلات التضخم الحاجة إلى ذلك، وفق أحد كبار مسؤولي " بنك التسويات الدولية " (Bank for International Settlements).
"ليس من الخطأ إبطاء البنوك المركزية لوتيرة التشديد ثم تعديلها لاحقاً، فمن المحتمل أن تضطر لتسريع وتيرته مرة أخرى"، وفق تصريحات كلاوديو بوريو، رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في "بنك التسويات الدولية". وأضاف: "الأهم في هذه المرحلة هو عدم إعلان النصر قبل الأوان".
جاء تعليقه خلال إفادته للصحفيين بمناسبة صدور التقرير السنوي يوم الإثنين من المؤسسة التي يقع مقرها في بازل. أشار التقرير إلى التباين في الشهور الماضية بين تفاؤل المستثمرين تجاه احتمالية انحسار صدمة التضخم العالمي والحذر المتنامي لمسؤولي السياسة النقدية.
ارتفاع تاريخي
"تقليص الفجوة بين البنوك المركزية والأسواق محل ترحيب" وفق بوريو، مشيراً في هذا الصدد إلى تعديل توقعات السوق لسعر الفائدة هذا الشهر بعد بيانات التوظيف والنمو القوية في الولايات المتحدة الأميركية، "لكن التغيير لم يطل كل المجالات"، فالسمات العامة للمشهد المالي للثلاثة أشهر الماضية ما زالت باقية معنى على نحو كبير إلى الآن. أعرب بوريو عن قلقه من الديون السيادية الضخمة بعد الجائحة.
وقال إن الاقتراض الحكومي وصل إلى مستوى قياسي حتى قبل ارتفاع معدلات التضخم، و"لأن معدلات الفائدة كانت في مستويات منخفضة تاريخية، لم يكن الأمر يسيراً للحصول على الدين".
لاحظ بوريو أيضاً أن التحول في الدورة النقدية إلى زيادة أسعار الفائدة شكل أساس التوترات بين الحكومات والبنوك المركزية التي تجسدت الآن، وأضاف أن حفاظ الحكومات على "استمرارية أوضاعها المالية" هو مسألة "في غاية الأهمية".
