خفض الاتحاد الأوروبي طلبه على الغاز خلال الشتاء الجاري بمقدار الخمس تقريباً، متجاوزاً بذلك هدفه البالغ 15% والذي وضعه سعياً إلى تخطي موسم التدفئة وسط تراجع كبير للتدفقات الروسية.
سجل التكتل الأوروبي خلال الفترة الممتدة بين أغسطس ويناير استهلاكاً من الغاز يقل بنسبة 19% عن متوسط السنوات الخمس السابقة، وفقاً للبيانات الصادرة عن "يوروستات" (Eurostat) يوم الثلاثاء. سجلت فنلندا أكبر تراجع -مع انخفاض الاستهلاك بأكثر من النصف- بينما ارتفع الطلب في مالطا وسلوفاكيا.
لا تظهر البيانات مدى تراجع الطلب بسبب ارتفاع الأسعار أو الشتاء المعتدل، لكنها تسلط الضوء على الجهود الناجحة التي بذلتها الدول تفادياً لحصول سيناريو كارثي يتمثل في انقطاع التيار الكهربائي. يُرجح الآن أن يبدأ التكتل الأوروبي إعادة تعبئة خزاناته مع توفر ما يزيد عن 50% من الغاز الطبيعي في خزاناته حالياً، مما يساعد على الحد من ارتفاع الأسعار هذا الصيف وتعزيز أمن الطاقة قبل موسم التدفئة المقبل.
تمديد خفض الطلب على الغاز
يُتوقع أن تتشاور المفوضية الأوروبية مع الدول الأعضاء بشأن تمديد خفض الطلب على الغاز، حيث يُرجح أن ينتهي الإجراء في نهاية مارس. كما أثار هبوط أسعار الغاز مخاوف تُنذر من احتمال زيادة الطلب مرة أخرى. يُرجح أن يناقش وزراء الطاقة هذه الخيارات خلال اجتماع غير رسمي سيعقد في السويد الأسبوع المقبل.
تراجعت واردات خطوط الأنابيب الروسية من الغاز عن متوسط تاريخي يبلغ حوالي 50% إلى ما دون 10%، وفقاً لبيانات الاتحاد الأوروبي.
توقع مسؤول في الاتحاد الأوروبي حصول الكتلة على 20 مليار متر مكعب من الغاز خلال العام الجاري مقارنةً بـ 155 مليار متر مكعب قبل حرب روسيا في أوكرانيا، في حال بقيت تدفقات خطوط الأنابيب الروسية الحالية على حالها.