توقع بنك "جيه بي مورغان تشيس آند كو" أن يواجه مستثمرو الأسهم خيبة أمل بعد تفاؤلهم الشديد بشأن التوقعات الاقتصادية.
قال فريق من استراتيجيي البنك، بقيادة ميسلاف ماتيكا، في مذكرة، إنه من السابق لأوانه تأكيد أن الركود بات غير وارد بعد حملة رفع أسعار الفائدة القوية من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خصوصاً أن تأثير السياسة النقدية في الاقتصاد قد يتأخر ظهوره من عام إلى عامين، مرجحين ألا يغيّر البنك مساره سوى لمواجهة واقع أكثر سلبية للاقتصاد الكلي مما تتوقعه الأسواق حالياً.
قال المحللون الاستراتيجيون في البنك اليوم الاثنين: "تاريخياً، لا تنخفض الأسهم إلى القاع قبل أن يقطع (الاحتياطي الفيدرالي) شوطاً في خفض أسعار الفائدة، بل إنه لم يسبق أن شهدنا مستوى متدنياً قبل أن يتوقف البنك عن رفع الفائدة. لقد وقع الضرر، ومن المرجّح أن نتأثر بتداعياته في المستقبل".
ارتفاع الأسهم العالمية
ارتفعت الأسهم العالمية خلال العام الجاري، في ظل الدعم الذي تلقته من آمال بأن يغير الاحتياطي الفيدرالي مسار رفع الفائدة القوي، وإعادة فتح اقتصاد الصين بعد جائحة كورونا، وتراجع أزمة الطاقة في أوروبا. لكن الإشارات على أن التضخم لا يزال يمثل مشكلة مستمرة في الولايات المتحدة، عاودت الظهور مرة أخرى، الأمر الذي يلقي بثقله على الأسواق ويثير قلقها. كما أثارت التعليقات من صقور "الفيدرالي" مخاوف من أن ذروة أسعار الفائدة الأميركية قد تكون أعلى مما كان متوقعاً في السابق.
"مورغان ستانلي": الأسواق مخطئة بشأن توقعات الفائدة الأميركية
يُرجّح أن يمثل الربع الأول أعلى نقطة للأسهم خلال العام الجاري، حسبما قال ماتيكا، الذي توخى الحذر بشأن توقعات الأسهم في نهاية 2022 بعدما ظل متفائلاً إزاءها في معظم العام الماضي.
يتوقع فريقه أن يتلاشى الارتفاع وسط إشارات تحذيرية من مؤشرات نقدية رئيسية، مثل منحنى العائد المقلوب، وتحرك المعروض النقدي نحو الهبوط في أوروبا والولايات المتحدة.
بنوك أميركية "متشائمة"
استراتيجيو "جيه بي مورغان" ليسوا الوحيدين الذين لديهم هذه النظرة المتشائمة، إذ قال مايكل ويلسون من "مورغان ستانلي"، الذي احتل المرتبة الأولى في استطلاع المستثمر المؤسسي العام الماضي عندما صدق توقعه الخاص ببيع الأسهم على نطاق واسع، في مذكرة أمس الأحد إن ارتفاع الأسواق الهابطة قد تحوّل إلى جنون مضاربات استناداً إلى احتمال أن يوقف الاحتياطي الفيدرالي مسار رفع الفائدة أو يحوّله إلى الخفض، وكلاهما لم يحدث بعد.
في الأسبوع الماضي، قال استراتيجيو "بنك أوف أميركا" بقيادة مايكل هارتنت، إن من شأن وصول الركود متأخراً في الولايات المتحدة أن يؤثر في الأسهم خلال النصف الثاني من العام الجاري.
"بنك أوف أميركا" يحذر من تبدد موجة صعود الأسهم
كما قال واضعو الاستراتيجيات في "سيتي غروب" بقيادة روبرت بوكلاند، إنهم لن يلهثوا وراء ارتفاع مؤشر "إم إس سي آي" العالمي، لأنه بالفعل عند قمة نطاقهم المستهدف. وأضافوا أن معظم التعاملات المخالفة لاتجاه السوق التي تدعو إلى بيع الأسهم التي كانت رابحة العام الماضي وشراء الخاسرة ستتلاشى، مشيرين إلى أنهم يفضلون أسهم النفط على التكنولوجيا التي ترتفع منذ بداية 2023.