قفزت الأسهم ببورصة تركيا بعد عودتها من تعليق استمر لمدة أسبوع، حيث ألقت السلطات بثقلها بالسوق لتجنب تكرار انهيار الأسبوع الماضي.
صعد مؤشر "بورصة إسطنبول 100" بنسبة 9.8%، متفوقاً على جميع الأسواق العالمية الرئيسية الأخرى، ويتجه نحو تسجيل أكبر ارتفاع يومي منذ 2008. وقد استفاد المستثمرون من جهود الحكومة لتوجيه مليارات الليرات من مؤسسات الدولة، والخطوات التي اتخذتها البورصة لاحتواء التقلبات.
قال بوراك إيزيار، رئيس أبحاث الأسهم في "آي سي بي سي تركيا إنفستمنت" (ICBC Turkey Investment) في إسطنبول: "يبدو أن جميع الإجراءات التي تم اتخاذها قد نجحت في دعم سوق الأسهم.. ويؤكد رد الفعل الحالي للسوق أنه تم تلبية معظم متطلبات اللاعبين".
من أصل 100 سهم بالمؤشر، ارتفع 99 سهماً، وصعد 83 سهماً بأكثر من 9%. السهم الوحيد الذي لم ينضم إلى الصعود هو لمُصنّعة الصلب "إسكندرونة للحديد والصلب" (Iskenderun Demir ve Celik) التي تقع في منطقة الزلزال، والذي استمر تعليق التعامل عليه.
من المنتظر أن تدفع المكاسب التي تحققت اليوم المؤشر القياسي ليكون أدنى بـ1% فقط من مستواه في يوم الجمعة، قبل يومين من تكبده خسائر فادحة بعد زلزالي 6 فبراير.
التدخل الحكومي
جاءت إشارة إلى مكاسب يوم الأربعاء في إسطنبول من نيويورك، حيث سجل الصندوق الرئيسي المتداول في البورصة الذي يشتري الأسهم التركية أكبر صعود منذ أكتوبر يوم الثلاثاء. وجاء ارتفاعه بعد إعلان الحكومة أن صندوقها السيادي سيتدخل لدعم الأسهم عبر آلية داخلية جديدة. كما كشف المسؤولون النقاب عن إعفاءات ضريبية وقواعد أسهل لإعادة شراء الأسهم.
بشكل منفصل، قالت البورصة إنها لن تسمح بإلغاء الأوامر، وخفض الأسعار والكميات. ونصح مجلس سوق المال شركات السمسرة باللجوء لصناديق الاستثمار عند تطبيق أسعار الفائدة على الحسابات ذات الرافعة المالية التي فشلت في تلبية المتطلبات.
زاد الصندوقان المتداولان في البورصة اللذان يتتبعان الأسهم التركية في أوروبا والولايات المتحدة ارتفاعهما يوم الأربعاء، ليقفز مؤشر iShares MSCI" Turkey UCITS" المتداول في المملكة المتحدة بنسبة 12% الساعة 3:37 مساءً في لندن، كما ارتفع مؤشر "iShares MSCI Turkey" المدرج في الولايات المتحدة 4.9% في تعاملات ما قبل السوق في الولايات المتحدة.
أوقفت السلطات التركية التداول في 8 فبراير وألغت الصفقات التي تمت في ذلك اليوم بعد أن دمرت الزلازل أجزاء كبيرة من 10 مدن في تركيا. تراجع مؤشر "بورصة إسطنبول 100" القياسي، الذي كان بالفعل الأسوأ أداء بين أسواق الأسهم حول العالم هذا العام، بنسبة 10% تقريباً في اليومين اللذين ظل فيهما مفتوحاً بعد الكارثة.
قال بوراك سيتينسكر، مدير الأموال في "ستراتيجي بورتفوي" (Strateji Portfoy) في إسطنبول: "قد يستمر التقلب في الأيام القليلة الأولى لاستئناف التداول".