قالت مجموعة الملياردير الهندي غوتام أداني التي تواجه مشاكل، إن لديها احتياطيات نقدية كافية، وإن شركاتها المدرجة في البورصة قادرة على إعادة تمويل ديونها.
تعليقات المجموعة جاءت في تقرير ائتماني هدفه طمأنة المستثمرين بعد تحقيقٍ تضمّن انتقادات أجرته شركة "هيندنبرغ ريسيرش"، التي يقع مقرها في الولايات المتحدة، الشهر الماضي.
تم تكثيف التدقيق بشأن السيولة النقدية لدى شركات المجموعة أثناء قيامها بسداد القروض، في ظل الارتفاع الحاد بعوائد ديون "أداني"، الذي أعقب نشر تقرير "هيندنبرغ"، وهو التقرير الذي من شأنه أن يرفع تكاليف عملية إعادة التمويل للمجموعة.
بلغ إجمالي ديون مجموعة "أداني" 2.26 تريليون روبية (27.3 مليار دولار) في نهاية سبتمبر 2022، ومن المتوقع أن يظل هذا المبلغ ثابتاً حتى نهاية مارس 2023، وفقاً لبيان أصدرته المجموعة أمس الثلاثاء. وتتطابق قيمة الديون إلى حدٍّ كبير مع الرقم الذي أعلنه المدير المالي للشركة في نهاية يناير.
أضاف البيان أن الأرصدة النقدية لدى المجموعة زادت إلى 316.5 مليار روبية في ديسمبر من 297.5 مليار روبية في نهاية سبتمبر.
قالت المجموعة في التقرير الائتماني: "تعمل شركاتنا بموجب عقود سنوية طويلة الأجل تولّد تدفقات نقدية مضمونة ومتسقة مع عدم وجود مخاطر السوق".
انهيار القيمة السوقية
يخضع الوضع المالي لإمبراطورية "أداني" لتدقيق شديد بعد أن اتهمها تقرير "هيندنبرغ ريسيرش" بتضخيم الإيرادات والتلاعب في أسعار الأسهم.
في حين ارتفعت معظم سندات المجموعة اليوم الأربعاء، يظل العديد من الأوراق المالية عند أو قريب من المستويات المتعثرة. وفقدت الأسهم أكثر من 125 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ نشر التقرير.
في إشارة إلى مدى تكلفة أي محاولة لتمويل الديون لشركات المجموعة في الوقت الراهن، ارتفع العائد على سندات "أداني غرين إنرجي" (Adani Green Energy Ltd) بأكثر من 36% في وقت سابق من فبراير، وسجل آخر مرة 25%.
أظهر التقرير أن أكثر من 81% من الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء لدى شركات مجموعة "أداني" جاءت من أعمال البنية التحتية والتي تولد تدفقات نقدية ثابتة.
استناداً إلى محفظة الأصول الحالية التي تزيد قيمتها عن 3.7 تريليون روبية، من المتوقع أن تحقق المجموعة أرباحاً تزيد عن 600 مليار روبية، وفقاً للوثيقة.
قالت "أداني" إن التمويل عبارة عن مزيج "مُحافظ" من الديون وحقوق الملكية.
مزاعم "هيندنبرغ"
اتهمت شركة "هيندنبرغ ريسيرش" مجموعة "أداني" بالاحتيال المحاسبي والتلاعب بالأسهم في تقرير بتاريخ 24 يناير، وهي مزاعم نفتها المجموعة الهندية.
قبل إصدار تقرير أمس الثلاثاء، أشارت وكالة "موديز إنفستورز سيرفيس" إلى مخاوف بشأن قدرة "أداني" على زيادة رأس المال، أو إعادة تمويل الديون المستحقة السداد في السنوات المقبلة.
خفّضت وكالة "إس أند بي غلوبال ريتينغز" النظرة المستقبلية لـ"أداني بورتس أند سبيشل إكونومك زون" (Adani Ports and Special Economic Zone Ltd) و"أداني إلكتريسيتي مومباي" (Adani Electricity Mumbai Ltd) إلى سلبية من مستقرة.
قالت إن "هناك خطراً يتمثل في أن مخاوف المستثمرين بشأن حوكمة المجموعة والإفصاحات أكبر مما أخذناه في الاعتبار حالياً أثناء إصدار تصنيفاتنا الائتمانية".
أبقت وكالات التصنيف الثلاثة على تقييماتها لشركات "أداني" دون تغيير، الأمر الذي قالت مجموعة "أداني" في تقريرها "إنه يشير إلى جودة الائتمان الأساسية في ظل الوضع المالي المناسب".
لا تعد هذه المرة الأولى التي تواجه شركات "أداني" التدقيق بسبب عبء الديون، ففي أغسطس، وصفت "كريدت سايتس" (CreditSights)، إحدى وحدات "فيتش غروب"، الإمبراطورية - التي تشمل أنشطتها مجالات عديدة بما في ذلك الموانئ والكهرباء - بأنها "مثقلة بالديون".
ديون "أداني" تعود إلى الواجهة
دحضت مجموعة "أداني" تقييم "كريدت سايتس"، في حين نفت مراراً مزاعم "هيندنبرغ ريسيرش" وهددت باتخاذ إجراءات قانونية.
أعاد تقرير "هيندنبرغ" المخاوف بشأن ديون المجموعة مرة أخرى إلى دائرة الضوء عالمياً، ودفع تراجع الأسهم المجموعة إلى إلغاء طرح إضافي كان مخططاً لأسهمها.
قد يكون لتلك الأخطار تداعيات أوسع على الهند، بالنظر إلى العلاقة التي تربط "أداني" بخطط البنية التحتية التي يعتزم إقامتها رئيس الوزراء ناريندرا مودي، على خلفية ادعاءات "هيندنبرغ ريسيرش" بأن المجموعة لم تخضع للتدقيق المناسب.
حصل مؤسسو شركات "أداني" على قروض تم تسديدها بالكامل قبل موعد استحقاقها بقيمة 1.11 مليار دولار للإفراج عن الأسهم المرهونة، ووعدوا بخفض مستويات الاستدانة في الأشهر المقبلة.
أعلنت وحدة الموانئ عن خطط لسداد بعض الديون خلال العام الذي يبدأ في أبريل، بينما تخطط المجموعة للسداد المسبق لقرض مرحلي أو قصير الأجل قيمته 500 مليون دولار مستحق الشهر المقبل.