أكد جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أن هناك حاجة لزيادات إضافية في أسعار الفائدة، لتهدئة التضخم في ظل سوق العمل التي أظهرت البيانات الأخيرة أنها لا تزال ضيقة للغاية.
قال باول خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع ديفيد روبنشتاين في النادي الاقتصادي في واشنطن اليوم الثلاثاء: "نعتقد أننا سنحتاج إلى زيادة أسعار الفائدة.. سوق العمل قوية بشكل غير اعتيادي".
ارتفعت الأسهم الأميركية وسندات الخزانة في الوقت بعد حديث باول، والذي توقف عن إبداء موقف أكثر تشدداً بشأن أسعار الفائدة في أعقاب بيانات الوظائف القوية.
ورداً على سؤال عما إذا كان شخصياً مع رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الأسبوع الماضي بدلاً من 25 نقطة أساس التي أقرها مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي، أجاب باول بالنفي.
قال باول لروبنشتاين: "لسوء الحظ، لا يمكننا اللعب بهذه الطريقة".
يشار إلى أن روبنشتاين، وهو المؤسس المشارك لشركة "كارلايل غروب" التي عمل فيها باول في السابق، يقدم كذلك برنامج مقابلات على تلفزيون بلومبرغ.
بعد سلسلة من الزيادات الحادة في أسعار الفائدة خلال العام الماضي، يعمل باول ومسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على إبطاء وتيرة الزيادات، مع إشارتهم في الوقت ذاته إلى أنهم ما زالوا يدفعون أسعار الفائدة نحو معدلات أعلى.
أعلى قليلاً من 5%
بعد تقرير الوظائف لشهر يناير الذي صدر يوم الجمعة وجاء أقوى بكثير مما كان متوقعاً، يتوقع المستثمرون حالياً أن ترتفع أسعار الفائدة إلى ما يزيد قليلاً على 5%، وهي المستويات التي توقعها مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر.
رفعت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة الأسبوع الماضي إلى نطاق بين 4.5% و4.75%، مشيرة إلى أنه من المناسب أن يستمر رفع الفائدة.
أشار باول إلى أن تخفيف الضغط في سوق العمل، هو جزء من الاستجابة لتباطؤ التضخم في الخدمات الأساسية، باستثناء الإسكان، وهو إجراء سلط الضوء عليه بشكل خاص.
البطالة الأدنى منذ 1969
مع ذلك، فإن سوق العمل لا تزال قوية، في ظل زيادة الوظائف غير الزراعية بمقدار 517 ألف الشهر الماضي، حسبما أفادت وزارة العمل يوم الجمعة، وانخفاض البطالة إلى 3.4%، وهو أدنى معدل لها منذ عام 1969.
قال باول إن التقرير "يوضح سبب اعتقادنا بأن هذه العملية ستستغرق فترة زمنية طويلة".
تفاجأ مسؤولو البنك المركزي الأميركي بالارتفاع السريع في الأسعار خلال الربع الأخير من عام 2021. وقد ارتفع التضخم وفقاً للمقياس المفضل لديهم بمعدل 5% خلال الأشهر الـ12 حتى ديسمبر، وهو أعلى بكثير من هدفهم البالغ 2%.
وعلى الرغم من أن بعض مقاييس التضخم أظهرت تباطؤاً خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن باول قال للصحفيين الأسبوع الماضي، إن مسؤولي السياسة النقدية يحتاجون إلى "المزيد من الأدلة بشكل كبير" ليكونوا واثقين من أن التضخم يسير في مسار هبوطي.