فقدت الأسهم الأميركية بعض مكاسبها التي تحققت في العام الحالي، وسط ترقب المتعاملين اتجاه رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول نحو تبريد رد الفعل المتفائل على تصريحاته الأخيرة والمراهنة على أن البنك المركزي سوف يواصل سياسته النقدية المتشددة.
مع بلوغ الأسهم مستويات التشبع الشرائي، تلقت سندات الخزانة ضربة في أعقاب أفضل بداية سنوية بالنسبة للعوائد على الأصول منذ عام 1987.
سوف تتاح الفرصة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي يوم الثلاثاء حتى يذكر وول ستريت بأن المراهنة على تخفيض أسعار الفائدة في عام 2023 ليست في محلها على الأرجح.
العقود المستقبلية على أرصدة الاحتياطي الفيدرالي تنم عن أن زيادة جديدة بمقدار 25 نقطة أساس للفائدة في مارس القادم محسومة تقريباً، بينما تراهن على زيادة أخرى في مايو بدرجة احتمال تبلغ 75%. وارتفعت أيضاً احتمالات زيادة الفائدة في شهر يونيو.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رفائيل بوستيك قال إن قوة تقرير الوظائف في شهر يناير ترفع احتمال زيادة البنك المركزي لأسعار الفائدة إلى ذروة أعلى مما توقع صناع السياسة النقدية سابقاً.
المخاوف الجيوسياسية أيضاً تحتدم في الخلفية، مع استعداد الولايات المتحدة لأن تفرض رسوماً بنسبة 200% على الألمنيوم الروسي، وانخفاض الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بعد تحرك واشنطن لإسقاط منطاد تجسس مزعوم تابع للدولة الآسيوية.
الولايات المتحدة تعتزم فرض رسوم على الألمنيوم الروسي بنسبة 200%
لا فرصة للصعود
هبوط أسهم الشركات الكبرى مثل "أبل" و"أمازون" و"ألفابت" المالكة لشركة "غوغل"، التي أعلنت نتائج أعمالها في الأسبوع الماضي، أثر سلباً على ثقة المستثمرين.
حانت ساعة الحقيقة بالنسبة إلى هذه المجموعة من الشركات عندما اقترب مؤشر "ناسداك 100" من منطقة السوق الصاعدة.
المستثمرون مستمرون في تركيزهم على الأرباح حتى استكشاف ما إذا كان صعود السوق مؤخراً عبارة عن "فخ هبوطي" مدفوع بالخوف من "فقدان الفرصة"، وفق تصريحات كريس لاركين في "إي تريد" (E*Trade)، من "مورغان ستانلي".
ماركو كولانوفيك، المحلل لدى "جيه بي مورغان تشيز" أعاد تصريحاته السابقة بأن المستثمرين في سوق الأسهم ينبغي أن يزيلوا من ذاكرتهم صعود الأسبوع الماضي الذي اعتمد على الاحتياطي الفيدرالي، موضحا أن ظاهرة انحسار التضخم في اقتصاد الولايات المتحدة ربما تكون "انتقالية ومؤقتة".
مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" يعكس الآن علامات النمو الاقتصادي التي جاءت أفضل من المتوقع وانخفاض عوائد السندات، وفق محللي "غولدمان ساكس غروب" بقيادة ديفيد كوستين.
في نفس الوقت، تعني قيم الأسهم المرتفعة، وتباطؤ أرباح الشركات، وزيادة أسعار الفائدة أنه لا توجد فرصة لاستمرار موجة الصعود، بحسب المحللين، وهو نفس الرأي الذي تبناه زميلهم في "مورغان ستانلي" مايكل ولسون، بصورة عامة.
توقعات التضخم
والآن مع التركيز على مسار زيادة التقشف النقدي، مازال المستثمرون في سوق السندات يتوقعون انحسار مستوى التضخم في الولايات المتحدة.
انخفض ما يطلق عليه سعر التعادل على مشتقات آجلة لمدة 5 سنوات – وهو مؤشر على توقعات التضخم – إلى مستوى 2.18% يوم الجمعة من 2.31% في الأسبوع الأسبق، ولم يشهد تغيراً يذكر يوم الإثنين.
في نفس الوقت، مؤشر مماثل على سندات لأجل 10 سنوات المرتبطة بالتضخم دار بالقرب من 2.25% يوم الإثنين. ويقارن ذلك مع ذروته التي بلغها عند مستوى 2.6% في نهاية أكتوبر، وفق المعلومات التي جمعتها "بلومبرغ".
على صعيد آخر، أثر الانخفاض الأخير في أسعار عقود البنزين المستقبلية سلباً على أسعار التعادل في المدى القصير.
بالنسبة إلى أخبار الشركات، تعتزم شركة "ديل تكنولوجيز" تسريح 6650 موظفاً بسبب تعرضها لتدهور مستوى الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصي، لتصبح أحدث شركات التكنولوجيا التي تعلن عن تخفيض كبير في أعداد العاملين.
أعلنت شركة "تايسون فودز" (Tyson Foods)، أكبر شركة لحوم في الولايات المتحدة، تدهور أرباحها عن الربع الأول من سنتها المالية بنسبة 70% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وأنها جاءت دون التوقعات.
على صعيد آخر، انخفض الين الياباني على خلفية تقرير لـ"نيكاي" أعلن أن حكومة اليابان تواصلت مع نائب محافظ بنك اليابان ماسايوشي أماميا حتى يخلف هاروهيكو كورودا في قيادة البنك المركزي. وتعمقت موجة بيع في الأسواق الناشئة، مع معاناة العملات من أكبر تدهور لها في يومين منذ مارس 2020.
بعض التحركات الرئيسية في الأسواق:
الأسهم
- انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.6% في تمام الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك.
- هبط مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.9%.
- انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.1%.
- سجل مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية تراجعاً بنسبة 1.1%.
العملات
- مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" صعد بنسبة 0.6%.
- تراجع اليورو بنسبة 0.6% إلى 1.0730 دولار.
- انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3% إلى 1.2024 دولار.
- سجل الين الياباني هبوطاً بنسبة 1.1% إلى 132.62 ين للدولار.
العملات المشفرة
- ارتفعت بتكوين بنسبة 0.5% إلى 23008.57 دولار.
- صعدت إيثر بنسبة 1.5% إلى 1647.26 دولار.
السندات
- عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ارتفع بمقدار 11 نقطة أساس مسجلاً 3.63%.
- عائد سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات تقدم بمقدار 10 نقاط أساس إلى مستوى 2.30%.
- صعد العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات بمقدار 19 نقطة أساس إلى 3.24%.
السلع
- أسعار خام غرب تكساس الوسيط ارتفعت بنسبة 1.4% إلى 74.41 دولار للبرميل.
- عقود الذهب المستقبلية صعدت بنسبة 0.3% إلى1881.90 دولار للأونصة.
