استمرت عمليات البيع على أسهم مجموعة "أداني" يوم الثلاثاء، في وقت يسعى فيه أغنى رجل في آسيا لإتمام عملية طرح أسهم بقيمة 2.5 مليار دولار من قِبل شركته الرئيسية، وسط الاضطرابات التي أثارتها شركة "هيندنبرغ ريسيرش".
تراجعت شركة "أداني توتال غاز" بنسبة 10% اليوم لتتصدر الخسائر في معظم أسهم المجموعة، فيما ارتفع سهم "أداني إنتربرايزس" بنحو 2% في التعاملات المبكرة في مومباي، لكنه ظل أقل من السعر الأدنى المحدد للطرح الجديد للأسهم.
فقدت عشر من شركات التكتل ما يقرب من 75 مليار دولار من القيمة السوقية خلال 4 جلسات على التوالي.
بلغ إجمالي الاكتتاب في طرح الأسهم، وهو الأكبر من نوعه في الهند، 3% فقط في نهاية يوم الاثنين، مما يشير إلى أن الطلب قد تأثر على الأرجح بسبب مزاعم الشركة الأميركية للبيع على المكشوف، بأن المجموعة الهندية استخدمت شبكة من الشركات في الملاذات الضريبية لتضخيم الإيرادات وأسعار الأسهم مع تراكم الديون.
استثمارات أبوظبي بالمجموعة
تسببت تلك المزاعم في تشكك بعض المحللين في أعقاب بيع الأسهم بشأن ما إذا كان سيكون هناك طلب كافٍ بموجب الشروط الحالية حتى بعد تأكيد استثمار 400 مليون دولار من "الشركة العالمية القابضة" في أبوظبي بعملية الطرح.
قال نيتين تشاندوكا، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس": "مشاركة (العالمية القابضة) قد تقدم بعض الدعم التكتيكي للمشاعر، لكنهم كانوا مستثمرين في المجموعة قبل الطرح أيضاً". وعن التوقعات الأوسع قال: "ستبحث الأسواق عن مزيد من الوضوح بشأن المزاعم قبل أي ارتفاع ملموس لأسهم المجموعة".
تسعى شركة "أداني" إلى تنفيذ عملية بيع الأسهم التاريخية لسداد بعض ديون شركات المجموعة، كما دحضت مزاعم "هيندنبرغ" الأسبوع الماضي.
أدى التراجع السريع في أسعار الأسهم إلى تآكل الثروة الشخصية للملياردير، وأثقل كذلك سوق الأسهم الهندية، إذ كان بعض شركاته الأفضل أداءً في السوق العام الماضي.
صرح المدير المالي للمجموعة جوغيشيندر سنف لقناة "CNBC" الأميركية الإخبارية في مقابلة في وقت سابق بأنه لن يكون في أسعار الطرح أي تغيير، وسيستمر بيع الأسهم كما هو مقرر.
في حين أن المستثمرين في الطروحات العامة الهندية ينتظرون عادةً حتى اليوم الأخير -الثلاثاء- لتقديم العطاءات، فإن عمليات المشاركة الأخرى كبيرة الحجم للطروحات قبل "أداني" تكون أقوى بكثير بعد يومين من فتح باب الاكتتاب.
ومثال لذلك طرْح "يث بنك" في يوليو 2020، التي جمعت مليارَي دولار، وكان الاكتتاب في نحو 24% فقط من الأسهم المعروضة للبيع في اليوم الأول من الطرح، التي ارتفعت إلى 53% في اليوم الثاني ، قبل أن تصل في النهاية إلى 95% في نهاية الطرح، وفقاً لتقرير صحيفة "Mint" في ذلك الوقت.
بالنسبة إلى طرح "أداني"، قدم مستثمرو التجزئة عطاءات على 4% من الأسهم المعروضة لهم، فيما قدم موظفو الشركة على 13% من الأسهم المخصصة لهم. أما الجزء غير المؤسسي الذي يشمل الأفراد الأثرياء فقد شُغل بنسبة 5%، فيما قدم المستثمرون المؤسسيون المؤهلون عرضاً لشراء 4576 سهماً فقط حتى يوم الاثنين، وهو جزء بسيط من 12.8 مليون سهم معروض.